أكد وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد أن التكوين في مادة الرياضيات الذي تدعم أول امس بثانوية متخصصة بالقبة بالعاصمة سيفتح آفاقا واسعة أمام التلاميذ للالتحاق بالتخصصات الجامعية في العلوم الدقيقة والتكنولوجية التي عادة ما تعرف عزوفا لالتحاق بها. وأشار بابا أحمد خلال تدشينه لهذه الثانوية إلى الأهمية الكبيرة التي توليها الجهات المعنية لنجاح هذه المؤسسة العلمية والأكاديمية التي تقع عليها مهمة تحضير نخبة وطنية في التعليم العالي في التخصصات التي تعرف عزوفا لالتحاق بها كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والإعلام الآلي والتكنولوجيا. وأضاف وزير التربية أن الدولة التي وفرت كل الإمكانيات المادية والبشرية الضرورية والوسائل البيداغوجية في كنف نظام داخلي للتلاميذ بهذه المؤسسة تعول كثيرا على هؤلاء التلاميذ حتى يكونوا روادا في مسار التنمية. كما من شأن هذا التكوين في الرياضيات وفي تخصصات أخرى سيتم فتحها إذا دعت الضرورة إلى ذلك -حسب ما جاء على لسان الوزير- تحسين نوعية التعليم في الشعب العلمية والتكنولوجية. ودعا بالمناسبة إلى بذل المزيد من المجهودات لإعادة الاعتبار للتخصصات العلمية والتكنولوجية التي تعتبر السبيل الوحيد - كما أكد- للتطور الاقتصادي. وأكد بابا أحمد في هذا الشأن على أن التكنولوجيا في عصرنا الحالي »لا تشترى« بل »تأخذ« مبرزا بأنه »لا بد أن نصل من خلال مثل هذه المساعي إلى مستوى جد مقبول من التحصيل العلمي والتكنولوجي حتى نواكب التطور الحاصل في العالم«. ويزاول التلاميذ المسجلين بالثانوية المتخصصة في الرياضيات دراستهم في الجذع المشترك »علوم وتكنولوجيا« على أن يتابعوا تمدرسهم في النظام الداخلي بشعبة »الرياضيات« في السنتين الثانية والثالثة ثانوي. وقد التحق حوالي 150 تلميذا معظمهم من الإناث من مختلف ولايات الوطن بمقاعد الدراسة بهذه الثانوية وفق سلم ترتيب تراعى فيه قدرات التلاميذ مع احترام المقاييس البيداغوجية المعمول بها بخصوص حجم الأفواج البيداغوجية )الأقسام(. وتعتبر البرامج التعليمية المطبقة في هذه الثانوية ذاتها المعتمدة في ثانويات التعليم العام والتكنولوجي غير أنها كيفت وفقا لقدرات التلاميذ وأداءاتهم. وتتوفر هذه المؤسسة التعليمية على كافة الموارد البشرية والمادية الضرورية والوسائل البيداغوجية المواتية وكل مستلزمات الحياة المدرسية في كنف نظام داخلي تميزه الحميمية والحيوية. وبعد حصول التلاميذ على شهادة البكالوريا يتابعون من باب الأولوية دراستهم في شعبة رياضيات-إعلام آلي بالجامعة مع إمكانية التسجيل في الأقسام التحضيرية للمدارس الجامعية العليا. هذا وقد دشن وزير التربية من جهة أخرى ثانويتين جديديتين بكل من الرويبة وعين البنيان اللتين من شأنهما التقليص من مشكل الاكتظاظ الذي تعانيه بعض البلديات التي تعرف توافدا سكانيا عليها في الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق أكد بابا أحمد أن قطاعه يبذل ما في وسعه بالتنسيق مع الولاة لاستكمال انجاز الثانويات الجديدة المبرمجة سيما في بعض بلديات العاصمة وولايات أخرى. وذكر بأن هذا الاكتظاظ »سيجد تدريجيا« حلا له مع استلام 8 ثانويات خلال الشهرين المقبلين في 10 ولايات من الوطن. ويكمن السبب الرئيس في ظاهرة الاكتظاظ -حسب القائمين على قطاع التربية- في تأخر انجاز مشاريع بناء الثانويات المقدر عددها ب 140 مشروع على المستوى الوطني. ويعود هذا الاكتظاظ أيضا إلى التحاق كوكبتين من التلاميذ بالطور الثانوي )التلاميذ الذين استكملوا الطور المتوسط للنظامين القديم والجديد(، وهو يمس خاصة 10 ولايات من الوطن من بينها بسكرة والبليدة وتيارت والجزائر- شرق والجلفة وجيجل وعين الدفلى وتبسة.