استهجن الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو المطلب الذي أدلى به وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس والمتعلق باسترجاع أملاك الأقدام السوداء، واعتبر مثل هذا المطلب مرفوضا قانونيا وأخلاقيا، وغير واقعي أصلا لأن »الأقدام السوداء والمعمرين جاؤوا محتلين واغتصبوا أملاك وأراضي الجزائريين«، وأضاف بأن هناك نصوصا في اتفاقيات إيفيان خيّرتهم بين البقاء في الجزائر أو الرحيل، ومنحتهم مدة زمنية، لكنهم رحلوا وفقا لاختياراتهم، وبالتالي أصبحت أملاكهم ملكا للدولة الجزائرية، وطالب الأمين العام للمنظمة بأن يكون هناك رد فعل سياسي حول تصريح الوزير الفرنسي. ولم يفوت الأمين فرصة إشرافه على دفن رفاة 26 شهيدا بالمسيلة وتدشين بعض المعالم التاريخية، حيث أكد على ضرورة اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في البلاد، عكس ما طالبت به الوزيرة الفرنسية للفرانكوفونية يمينة بن قيقي التي دعت إلى اعتبار الفرنسية لغة ثانية في البلاد. وأضاف بأن اللغة الفرنسية لغة محدودة جغرافيا وعلميا ولا يمكن أن تساير النهضة العالمية خاصة في ميادين التكنولوجيا. وفيما يخص المخاطر التي تهدد الوطن من جنوبه، جزم الأمين العام بأن الجزائر مستهدفة دائما، وهي محل أطماع منذ زمان، وهي مستهدفة بسبب الثروات التي تزخر بها، وأضاف بأن هناك أطرافا من الداخل ومن الخارج تسعى إلى إضعافها، وتبقى اليقظة الوطنية والتلاحم بين أبناء الوطن هو الضامن الوحيد لإفشال هاته المخططات، كما نوّه بالجيش الوطني الشعبي ورجاله المرابطين على الحدود الجنوبية والشرقية، مضيفا بأن هاته المؤسسة كانت ولازالت الصخرة التي حطمت جميع المخططات الاستعمارية. وعرج السعيد عبادو حول ما يسمى بالربيع العربي متسائلا حول علاقة هذه التسمية بالواقع الذي تعيشه هذه الدول، فالربيع أزهار وروائح عطرة، أما واقع ليبيا وغيرها دماء وتخريب وتمزق طائفي، وسوف لن يستقيم أمرها إلا بعد عقود من الزمن، وأكد بأن الجزائر محصنة في هذا المجال ومع ذلك يجب تعزيز قوة الدولة اقتصاديا وسياسيا وتربويا. وفي سياق آخر كشف الأمين العام لمنظمة المجاهدين بأن المنظمة بصدد إعداد قائمة المجاهدين الذين غدر بهم الإرهاب وسيتم نشر هذه القائمة، مضيفا بأن دور المجاهدين في مكافحة الإرهاب كان هاما وأساسيا، لأن المجاهدين متمرسون على حرب العصابات ويمتلكون خبرة كبيرة في هذا المجال، وضعوها تحت تصرف الجيش الذي كان له تدريب على الحرب الكلاسيكية. وحول إحياء الذكرى ال 50 للاستقلال كشف بأن هناك برنامجا ضخما أعدته الوزارة وتسعى لتجسيده لكن الإعلام لا يقوم بدوره لإبراز هاته النشاطات. وفيما يتعلق بكتابة التاريخ اعترف الأمين العام بأن المنظمة انشغلت بالقضايا الاجتماعية للمجاهدين على حساب الجانب التاريخي للثورة، ومع ذلك فهي يجتهد قدر الإمكان، وبأنها أعدت مشروعا للقناة التلفزيونية الخاصة بالتاريخ والأمر متوقف على الجانب المادي. وفي نفس السياق حث المجاهدين على كتابة مذكراتهم، ودعا إلى الكتابة الجماعية للأحداث والمعارك، لأنه لا يمكن لأي مجاهد أن يطلع على جميع جوانب الأحداث التي عاشها، لأن قاعدة السرية في الثورة، تجعل المجاهد يحمل أسرارا لا يعلم بها رفيقه. وأشار الأمين العام إلى السلبيات المتمثلة في تصفية بعض المجاهدين، واعتبر بأن ذلك من الأخطاء التي ترافق الثورات لكن ثورتنا لم تشهد ما شهدته الثورة البلشفية أو الفرنسية.