سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الانتخابات المحلية ستكون فرصة لاستكمال وتعميق المسار الديمقراطي في الجزائر ولد خليفة ينتقد الإساءة للنبي، ويؤكد في ندوة الاحتفاء باليوم العالمي للديمقراطية
شدد رئيس المجلس الشعبي الوطني الدكتور محمد العربي ولد خليفة، على أن العالم ليس بالطيبة التي يتصورها البعض، متسائلا عن أسباب وخلفيات تزامن الفيلم المسيء للنبي )ص( مع ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، مؤكدا أن المسار الديمقراطي في الجزائر انطلق وسيتم استكماله وتعميقه، موضحا أن الديمقراطية ومفهومها يجب أن تتماشى مع خصوصيات كل مجتمع. أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، أمس، لدى افتتاحه اليوم البرلماني حول »الحوار والإدماج.. المكونات الأساسية للديمقراطية«، المنظم بالغرفة الأولى للبرلمان بالتنسيق مع الاتحاد البرلماني الدولي، بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية، أنه من حق الجزائريين الاحتفاء بالديمقراطية لأنهم ببساطة من أكثر الشعوب التي حرموا منها طيلة ليل الاحتلال، مضيفا أنه »لا يحق لمن هم وراء البحار أن ينصبوا أنفسهم أساتذة غيورين على الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادنا، ذلك لأن ماضيهم لا يؤهلهم لذلك على الإطلاق«. الدكتور ولد خليفة الذي ربط بين السلم والديمقراطية، شدد على أحقية كل بلد في اختيار نظامه السياسي انطلاقا من تجربته التاريخية وخصوصياته الثقافية وترتيبه لأولويات البناء الوطني، والتي هي تتجسد في بيان أول نوفمبر 1954 بالنسبة للجزائر. وضمن هذا السياق انتقد رئيس المجلس الشعبي الوطني ما أسماه »اعتماد بعض المرجعيات المحددة لمفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان كواجهة خارجية تنتهك على نطاق واسع إذا ما تعلق الأمر بمصالح الدول التي تهيمن على العالم، وقد تستعمل أيضا كذريعة للتدخل من أجل حماية تلك المصالح الأنانية ولكن مع غض الطرف على الانتهاكات التي تمس الممارسة الديمقراطية، كما هو الحال في عدة مناطق من العالم العربي والإسلامي والكيل بمكيالين تجاه التجاوزات الإسرائيلية«. رئيس المجلس الشعبي الوطني الذي أراد الابتعاد عن المفاهيم النظرية للديمقراطية وتعريفاتها الفلسفية، أوضح أن الجزائر استأنفت المسار الديمقراطي بعد نجاح المصالحة الوطنية، وقد كانت البداية بالإصلاحات العميقة التي طرحها رئيس الجمهورية والتي توجت بنجاح الانتخابات التشريعية الأخيرة، وهنا يشير ولد خليفة بوضوح إلى »خيبة أمل أولئك المراهنين على ما يسمى »الربيع العربي« بعدما أثبت الشعب الجزائري نضجه وقدرته على بين المعدن النفيس، وهو الوطنية المتجددة والوفية، والمعدن البراق ولكن بدون رصيد، فما يسمى »الربيع العربي« سرعان ما تحول إلى عواصف تنذر بأن الوضع لن يكون أفضل من السابق في إشارة إلى الأزمات التي تضرب دول الربيع العربي«. وللاستدلال على توفر مناخ الحرية والممارسة الديمقراطية في الجزائر، ذكّر رئيس المجلس في كلمته الافتتاحية للندوة بالحرية التي تتمتع بها الوسائط الإعلامية في بلادنا خاصة منها الصحافة المكتوبة، مضيفا أن »المعارضة موجودة داخل البرلمان وخارجه وقد وصلت في بعض الأحيان إلى التحريض ضد الدولة لاختلافها مع إجراءات معينة الحكومة؟«. ويعتقد رئيس المجلس أن الانتخابات المحلية القادمة من شأنها أن تكون تأكيدا أخر للممارسة الديمقراطية بمشاركة التيارات السياسية النشطة. ونبه ولد خليفة إلى ضرورة تضمين المناهج التربوية والتعليمية مقررا عن الدستور وخاصة في ديباجته الثابتة. وفي الختام حث رئيس المجلس الشعبي الوطني النواب وغيرهم إلى »عدم الانخداع بالشعارات البراقة للمفاهيم الديمقراطية«، قائلا »إن العالم ليس بالطيبة التي يتصورها البعض«، منتقدا الإساءة للنبي )ص(، ومتسائلا عن المغزى من تزامن الفيلم مع تاريخ الحادي عشر من سبتمبر الموافق لذكرى الهجوم الإرهابي الذي ضرب الولاياتالمتحدةالأمريكية، قبل أن يضيف بأن هذا اليوم البرلماني ما هو إلا تسخين العضلات قبل عرض برنامج عمل الحكومة ومشاريع القوانين للنقاش، داعيا النواب للتكفل بانشغالات المواطنين وفتح مداومات للتواصل مع الناخبين.