تتوالى زيارات المسؤولين الفرنسيين إلى الجزائر، وكل زيارة يجري ربطها بزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المزمع أن تتم قبل نهاية السنة الجارية، وحسب وزيرة الفرنكوفونية التي جرى التعامل معها كجزائرية وليس كمسؤولة فرنسية فإن هولاند قادم وفي جعبته خطاب جديد. العلاقة بين الجزائروفرنسا شديدة التعقيد وهي مثقلة بإرث تاريخي لا يمكن تجاوزه بمجرد زيارة لرئيس فرنسي، ومن هنا فإن الحديث عن خطاب جديد لا يتلاءم مع مطالب المرحلة الحالية، فقد سبق لرؤساء فرنسيين سابقين أن زاروا الجزائر، بل إن الرئيس الأسبق جاك شيراك خص باستقبال تاريخي لم يحظ به في أي دولة في العالم طيلة حياته السياسية، ومع ذلك لم يغير هذا في أمر العلاقات بين البلدين شيئا، وجاء ساركوزي بعده وتحدث عن الاستعمار بعبارات لم يسبقه إليها أحد، ولم تبرح العلاقات مكانتها. في العلاقات بين الجزائروفرنسا وزراء يأتون وفي حقائبهم ملفات واضحة، يبحثون عن مشاريع تعزز مصالح بلادهم، يلقون بعض عبارات المجاملة وينصرفون، النتيجة شركات فرنسية تتنفس بعد طول اختناق مثلما حدث مع ألسكوم التي أنقذها ساركوزي بمشروع كهربة خط قطارات الضاحية في العاصمة ومشروع الترامواي، وبعد قليل يعود الجدل السياسي حول ما يجب وما لا يجوز، وننتظر رئيسا آخر يأتي ليمارس نفس اللعبة. ليس هولاند من يغير موقف فرنسا من الجزائر، بل الجزائريون هم من سيفعلون ذلك، وزيرة التجارة آتية إلى الجزائر وقبلها جاءت وزيرة الفرنكفونية، وهؤلاء يحضرون لزيارة هولاند، وهذا يعني أن الأهداف واضحة والمصالح ثابتة، مصالح ثقافية ومصالح تجارية، وبعدها سيأتي الرئيس الفرنسي ليقول كلاما قد يجد من يصفق له، لكن وقت الاعتراف والاعتذار لم يحن برأي الفرنسيين لأنهم لا يشعرون بأن الجزائر الرسمية تريد هذا حقا، وليس من الحكمة في شيء تقديم تنازلات لمن لا يطلبها.