عادة دخيلة على المجتمع العنابي، ميزته منذ سنوات، ترتبط بعيد الأضحى المبارك، حيث تبرزكلما حلت هذه المناسبة. والزائر لولاية عنابة، أياما قبل عيد الأضحى المبارك، يشد انتباهه في مداخل العمارات ، على حافة الطريق العدد الكبير من الشباب و الأطفال، المصطفون بجانب بعضهم البعض، أو في شكل حلقات، يتوسطهم كبشين كبيرين، أو أكثر بقرون طويلة، الصوف مخضبة بالحناء، و مرسومة بكل الأشكال، يتناطحان فيما بينهما طول الوقت، من دون ملل ، و تسمى بكباش » الرقادا«، حيث من يسقط خصمه أرضا من الكباش، بعد مباراة دامية يستمتع بها جموع الحاضرين، يعتبر الكبش الفائز و صاحبه أيضا فائزا، وتخصص لهم العديد من الهدايا، تكون غالية في بعض الأحيان، من كلأ وتغذية خاصة أو جولة في بعض المناطق الخاصة أيضا، أما الجائزة المميزة التي هي في الحقيقة عبارة عن أموال معتبرة، فتعود لصاحب الكبش، يدفعها صاحب الكبش الذي خسر أو من كان يتفرج و يستمتع من الجمهور الحاضر. العنابيون الذين يعشقون كباش »الرقادا«، رغم أسعارها الخيالية، يقبلون بل يلهثون ورائها بكل الطرق، حتى و لو كلفهم ذلك صرف كل راتبهم أو حتى الاستدانة أو بيع بعض الأثاث، هم لا يأبهون لما يقوموا به من تصرفات غير مقبولة و دخيلة على المجتمع و الدين، و هي تعذيب الحيوانات من دون مبرر و جني أموال طائلة من ورائها بدل مساعدة الفقراء و المساكين الذين هم في أمس الحاجة إلى تلك المساعدة ، فالمهم عندهم الترويح عن النفس و التباهي. بعض عشاق » الرقادا « ممن تحدثنا إليهم ، أكدوا أنهم ورغم ضعف القدرة الشرائية، و الارتفاع الرهيب ل » الرقادا« الذي يصل حتى ال250 ألف دج ، أي 25 مليون سنتيم ، و أحيانا أكثر إلا أنهم يتدبروا أمرهم و يشتروه لأولادهم للاستمتاع معهم أمام أبناء الحومة ، أو الحي، أما البعض الأخر فقد أكدوا أنهم باعوا بعض الأثاث من أجل اقتناء كبش ذو قرون طويلة جدا و نحيل. وعن مصير الأضحية في حال إصاباتها أو موتها، أكد لنا من تحدثنا إليهم استعدادهم لشراء أخرى، و الأسوأ من ذلك، و هو الواقع الذي صدمنا، أنهم لا يهتمون لنظرة الدين إلى هذا التصرف الذي اعتبروه سلوك جد عادي، خاصة و أنهم يهدفون إلى الاستمتاع و التباهي و الترفيه عن أنفسهم و أبنائهم و رغم ما قيل لنا من قبل عن العادة السيئة التي يتميز بها بعض أهل » بونة« ، أياما قبل العيد ، إلا أننا تأكدنا ، مما لا يدعو مجالا للشك بأن عنابة تبقى الأولى و من دون منازع ، من ابتدعت عشق و مبارزة كباش » الرقادا « و هي البدعة التي تحافظ عليها منذ سنوات طويلة جوهرة الشرق الجزائري