وصف الرئيس السوري بشار الأسد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، في حديث لإحدى القنوات الروسية، أمس، إنّ أردوغان يرى في شخصه سلطانا عثمانيا جديدا وخليفة باستطاعته السيطرة على المنطقة كما كان عليه الحال في عهد الإمبراطورية العثمانية. قال الرئيس السوري إن حكومة أردوغان وليست تركيا أو الشعب التركي، هي الراعية الأولى للمعارضة السورية المطالبة بإسقاط نظامه، مشيرا إلى أنّ حكومة أنقرة الحالية تعتقد أنّه وفي حال استولى الإخوان المسلمون على الحكم في المنطقة وبالخصوص فى سوريا، فإنّها تستطيع ضمان مستقبلها السياسي، محمّلا رئيس الحكومة التركية المنتمى لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، مسؤولية تدهور العلاقات الدبلوماسية والتحوّل فى سياسات تركيا »من صفر مشاكل إلى صفر أصدقاء« على حدّ تعبيره. كما استبعد الأسد في حديثه، فرضية نشوب حرب بين سوريا وتركيا، معتبرا أنّ غالبية الشعب التركي لا تريد مثل هذه الحرب، وهو نفس الشيء بالنسبة للسوريين، حيث أوضح أنّ الخلاف بين البلدين يتعلق بالحكومات والمسؤولين ما جاء نتيجة سياسات معيّنة. وكان الرئيس السوري قال الخميس في حديث لذات القناة الروسية »روسيا اليوم«، بأنّه ليس دمية من صنع الغرب كي يلجأ إليه أو إلى أيّ بلد آخر، مضيفا أنّه سوري من صنع سوريا وسيعيش ويموت في سوريا. في حين أشار إلى أنّ فاتورة غزو أجنبي على بلاده إذا حصل ذلك، ستكون أكبر من أن يستطيع العالم بأسره تحمّل تكاليفها، موضحا أنّه لا يعتقد أن الغرب سيمضي في هذا الاتجاه. من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، أمس الأول، إنّ نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، قدّم من جديد أوراق اعتماده لدول وتنظيمات إرهابية تسعى إلى تدمير سوريا، وجاء ذلك في سياق ردّه على تصريحات العربي التي أكّد من خلالها أن النظام في دمشق لن يستمر لفترة طويلة. وأضاف ذات المتحدّث، أن العربي متوّهم حين يقول إن النظام السوري سيتغيّر، وقال إنّ تصريحاته المعادية لسوري تزامنت قبل توجهه للعاصمة القطرية الدوحة التي تشكل رأس حربة في جريمة سفك دماء الشعب السوري، واعتبر أنّ الأمين العام للجامعة العربية، ذهب للدوحة ليقّدم من جديد أوراق اعتماده لدول وتنظيمات إرهابية تسعى إلى تدمير سوريا فقط ما يجعل منه شريكا وراعيا وأداة في هذا الاستهداف المفضوح لدمشق. إلى ذلك، ذكرت تقارير إعلامية مصرية أمس، أنّ عضوين بارزين في المجلس الوطني السوري قدّما استقالتهما أمس من المجلس، حيث يتعلّق الأمر بكلّ من يارا نصير وعماد الحصري، وفيما اكتفى الأخير بإعلان استقالته فقط، قامت يارا نصير بإصدار بيان شرحت فيه أسباب الاستقالة قالت فيه إنّها لم تعد تجد في الكيان المعارض ما يمكن أن يمثل آمال السوريين فى السعي إلى التغيير وإلى إحقاق دولة المواطنة والديمقراطية. وبهاتين الاستقالتين يصبح عدد المستقيلين من المجلس الوطني السوري أمس، أربعة أشخاص حيث سبق نصير والحصري كل من أديب الشيشكلى وأسعد العشى. يشار إلى أنّ الدولة العبرية وجّهت تحذيرا لدمشق من وصول نيران قواتها التي تلاحق مقاتلي المعارضة إلى هضبة الجولان المحتلة، وقالت تل أبيب إنها مستعدة للدفاع عن نفسها، حيث سبق وأن تعرضت هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، إلى نيران متكررة وصفها الإسرائيليون هذا الأسبوع بنيران مدفعية طائشة. وعن تطورات الأوضاع الميدانية في الداخل السوري، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 12 شخصا على الأقل، وذلك خلال قصف تعرضت له بلدة القورية بشرق سوريا أمس، في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام تركية بأنّ 26 ضابطا من الجيش السوري من بينهم لواءان انشقوا عن الجيش النظامي وفروا إلى تركيا خلال الليل. وعلى الصعيد ذاته، قال مسؤول بوزارة الخارجية التركية أمس، إن نحو 8000 لاجئ سوري فرّوا من العنف وعبروا إلى تركيا خلال أربعة وعشرين ساعة »من الخميس إلى الجمعة«، ليرتفع بذلك عدد اللاّجئين السوريين في تركيا إلى نحو 120 ألفا.