يحل اليوم رئيس الحكومة التونسي حمادي الجبالي بالجزائر، في زيارة رسمية تدوم يومين، لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك والتي ستشكل فرصة لتعميق التشاور وتنسيق المواقف بين البلدين حول الملف الأمني وتعزيز التعاون الثنائي خاصة على الحدود سيما في ظل التهديد السلفي المتطرّف وتهديد تنظيم »القاعدة« للاستقرار في المنطقة والذي سيكون بدوره حاضرا في أجندا المحادثات الجزائريةالتونسية إضافة إلى ملفات الاتحاد المغاربي الكبير والأزمة المالية وسُبل حلها. ستكون الزيارة التي سيقوم بها الجبالي فرصة لتوضيح مدى الدعم الذي ستقدمه الجزائرلتونس المقبلة، في عامها الثالث عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي، والتي تستعد لضبط ميزانيّة عام جديد يبدو صعبا على المستوى الاقتصادي، فيما ستوضّح من جهة أخرى العلاقة بين البلدين، في ظل بسط نفوذ حركة النهضة على الحكم بتونس خاصة بعد تصريح الجبالي الأخير الذي أكد فيه أن هناك من يعمل على إفساد العلاقة بين الجزائروتونس وأيضا مع تركيا وقطر، وأضاف رئيس الحكومة التونسي أن »الذين يؤمنون بسياسة الأرض المحروقة يقفون وراء الإشاعات التي تنشرها بعض وسائل الإعلام«، مشيرا في هذا السياق إلى ما نشرته بعض الصحف التونسية حول عدم ارتياح الجزائر لفوز النهضة في الانتخابات. وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لوزير أول تونسي منتخب بعد الثورة، لبحث مختلف جملة من الملفات ذات الاهتمام المشترك، أهمها تنقل الأشخاص وبحث الملفات الأمنية المشتركة بين البلدين، خاصة ما تعلق منها بتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب والتهريب، وسبل دفع التعاون الثنائي في مجال الاقتصاد، وبعث اللجان الوزارية المشتركة، خاصة ذات الطابع الاقتصادي، مع طرح فكرة إقامة مشاريع مشتركة وإنجازات ميدانية على أمل مساعدة تونس على الخروج من أزمتها. وسيكون الجبالي مرفوقا في زيارته التي ستدوم يومين بحسب ما ذكره مستشاره السياسي لطفي زيتون، الذي وصف الزيارة بالمهمة، بوفد وزاري هام إضافة إلى رجال أعمال تونسيين، وأكد زيتون أن هذه الزيارة تأتي متأخرة بالنظر إلى الاستحقاقات التي كانت تعيشها الجزائر وأبرزها الانتخابات.