تونس - يشرع رؤساء دبلوماسية فرنسا وايطاليا والمانيا اليوم الخميس وإلى غاية 9 من الشهر الجاري في زيارات لتونس في تحركات دبلوماسية "مكثفة" منذ تشكيل الحكومة التونسيةالجديدة برئاسة حمادي الجبالي حسب مااكدته مصدر مطلعة. وبعد اسبوع واحد من زيارة عضو مجلس الشيوخ الامريكي جوزيف ليبرمان يشرع وزير الشؤون الخارجية الفرنسي الان جيبي يوم الخميس في زيارة عمل إلى تونس تندرج ضمن إطار"توطيد الشراكة" بين الدولتين في شتى المجالات. كما ستتمحور مباحثاته مع كبار المسؤولين التونسيين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك خاصة التعاون التونسي-الأوروبي والتنسيق المشترك بين البلدين على الصعيد الأورو-متوسطي. وستتناول المحادثات التونسية- الفرنسية سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات المالية والثقافية والعلمية وفي ميدان الهجرة علاوة على إستعراض مختلف التطورات التي شهدتها تونس منذ إنتخابات المجلس التأسيسي الذي انتخب منصف المروقي رئيسا مؤقتا للبلاد وصادق على الحكومة الجديدة بقيادة حمادي الجبالي امين عام حركة النهضة الاسلامية. و للاشارة فان عددا من المسؤولين الفرنسيين سبق لهم وأن تعهدوا بمواصلة دعم تونس سواء على المستوى الثنائي أو في إطار شراكة "دوفيل" لمجموعة الثماني علما بأن فرنسا كانت أعلنت عن رصد إعتماد مالي لدعم لتونس بقيمة 350 مليون يورو. وكان الرئيس التونسي المؤقت منصف المروزقي قد صرح في وقت سابق ان التعاون بين تونسوفرنسا يجب ان يكون "وديا في كنف الاحترام" وان "النزعة الغربية الاستعمارية" يجب ان تطوى كون الثورة منحت لتونس الديموقراطية ومنحت لشعبها الاستقلال مبرزا بان "الماضي قد انقضى وانه ليس مثل الرئيس المخلوع بل رئيسا شرعيا يستمد قوته من الشعب التونسي وليس في حاجة للبحث عن قوة خارجية تسانده" متعهدا ب "تغيير نظرة الغرب الكلاسيكية للعرب". و أعرب الرئيس التونسي المؤقت عن "أمله في ألا يستخدم" السياسيون الفرنسيون "ورقة التخويف من الإسلام - الاسلاموفوبيا" في إطار حملاتهم الإنتخابية الرئاسية المقررة هذا العام في فرنسا. وفي الوقت الذي يبدا فيه جيبي زيارت لتونس اعلنت وزارة الشؤون الخارجية التونسية عن زيارة رسمية يقوم بها إلى تونس وزير الشوون الخارجية الايطإلى جيوليو تارزي دي سانت اغاتا "للتباحث مع المسؤولين التونسيين حول القضايا الثنائية وملف الشراكة مع الاتحاد الأوروبى وتطورات الاوضاع فى المنطقة الأورومتوسطية والاجتماع الوزارى لبلدان الحوار 5 زائد 5 واجتماع المنتدى المتوسطى "فوروماد"" اللذين سينعقدان بمدينة نابولي الايطالية تحت الرئاسة المشتركة لتونس وايطاليا. وتجدر الاشارة إلى ان ايطاليا تعتبر ثانى شريك تجاري لتونس بحجم مبادلات يبلغ 7.58 مليار دولار كما تنشط فى تونس 744 مؤسسة ايطالية فى قطاعات الصناعات المعملية والفلاحة والخدمات والسياحة وتوفر أكثر من 55500 منصب عمل. ويحتل الفاعلون الاقتصاديون الايطاليون المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمارات الخارجية فى تونس باستثناء قطاع الطاقة كما تعتبر ايطاليا ثالث سوق من حيث عدد السياح بعد فرنساوالمانيا. وحسب المعطيات الرسمية فان هناك أربعة قطاعات ينظر اليها على أنها ذات أولوية وذات مصلحة مشتركة تمثل محور التعاون المالي والفني التونسي-الايطالي ويتعلق الامر بمساندة القطاع الخاص وحماية البيئة وصيانة التراث الثقافي وتثمين الموارد البشرية اضافة إلى دعم القطاعين الاجتماعي والصحي . وبدوره يقوم رئيس الدبلوماسية الالمانية غيدو وستروال بزيارة إلى تونس يومى 8 و9 جانفى الجاري تندرج فى إطار الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين البلدين وفق بيان وزارة الشؤون الخارجية التونسية. و الجدير بالذكر فان العلاقات بين تونسوالمانيا تعززت بشكل ملحوظ بعد الانتفاضة الشعبية التي عرفتها تونس بداية العام الماضي حيث تعددت زيارات المسؤولين الالمان إلى تونس الذين اكدوا مساندة بلادهم لتونس سياسيا من اجل انجاح مسار الانتقال الديمقراطى في هذا البلد. وتعتبر المانيا من بين أبرز شركاء تونس على الصعيد الاقتصادي والتجارى (المزود والزبون الثالث من الاتحاد الارووبى) علما بان الصادرات التونسية نحو السوق الالمانية تطورت خلال الاشهر الخمسة الاولى من سنة 2011 بنسبة 14 2 بالمائة كما ارتفعت الواردات بنسبة 6 8 بالمائة. وتنشط بتونس 274 مؤسسة المانية تعمل فى قطاعات الصناعة والفلاحة والخدمات ساهمت فى خلق ما لا يقل عن 48 الف منصب عمل بينما كانت السوق الالمانية تحتل المرتبة الثانية أوروبيا من حيث المداخيل السياحية الا ان المانيا تراجع سواحها على غرار باقي البلدان الاخرى جراء الاحداث التي عرفتها البلاد.