اعتبر الدكتور بوجمعة صويلح، أمس، أن فكرة الحكم الذاتي التي يروج لها المغرب من مخلفات عصبة الأمم التي لم يعد لها وجودا اعتبارًا من 20 أفريل 1946، فيما تأسف السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي، لعجز الأممالمتحدة عن إيجاد حل للنزاع الصحراوي وعدم تطبيقها للتوصية رقم 1514التي تنص على منح الاستقلال للشعوب والأقاليم المستعمرة. قدم الدكتور بوجمعة صويلح قراءة قانونية للقضية الصحراوية بمناسبة إحياء الذكرى ال52 لإصدار القرار الأممي 1514 بمنتدى جريدة »المجاهد« الذي نشطه الدكتور محند برقوق، وأبرز أهم المواد التي جاء بها الميثاق الأممي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكذا التوصية 1514 التي رآها أنها جاءت لتفصل كثير من المواد في الوثيقتين الأمميتين السابقتين. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور المحاضر أن التوصية جاءت لتبين أنه من حق الشعب الذي يئن تحت السيطرة الاستعمارية تقرير مصيره رغم قلة كثافته السكانية ومساحة الأرض، وأضاف أن الصحراء الغربية تتمتع بثروات هائلة تؤهلها في حال استقلالها إلى احتلال الصدارة إفريقيا من حيث الدخل الفردي، مؤكدا أن التوصية الأممية تحمل الصفة الإلزامية لكنها لم تحدد المدة الزمنية لإنهاء الاستعمار. وأكد الأستاذ أن العلاقات الدولية تتسم بالمد والجزر، وعليه أضاف أن الوصول إلى حل القضايا يتم عن طريق التفاوض، مشيرا إلى تلقي الأممالمتحدة سنويا كثير من الرسائل تدعو إلى حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. ورغم أن القضية الصحراوية »تمطط« من قبل المغرب، شدد صويلح على ضرورة مواصلة النضال على مستوى الأممالمتحدة، مطالبا بضرورة تطبيق التوصية الأممية في الصحراء الغربية على غرار ناميبيا وتيمور الشرقية. وتأسف السفير الصحراوي لعجز الأممالمتحدة عن إيجاد حل للنزاع الصحراوي وعدم تطبيقها للتوصية رقم 1514التي تنص على منح الاستقلال للشعوب والأقاليم المستعمرة، مؤكدا أن جوهر حق الإنسان هو حق تقرير المصير. وذكر غالي بالسياسة المغربية التي لازالت تنتهك حقوق الصحراويين على مرأى ومسمع العالم، وأشار إلى أنه رغم مرور أكثر من نصف قرن على تبني الجمعية العامة الأممية للتوصية رقم 1514 إلا أن الصحراء الغربية لم تتمتع بحق تقرير المصير عكس كثير من الشعوب الإفريقية التي نالت استقلالها بموجب هذه التوصية. ورغم ذلك، أضاف العضو القيادي في جبهة البوليساريو أن الشعب الصحراوي كله تصميم وإرادة وعزم في مواصلة مقاومته حتى ينتزع حقه، مستدلا بتجارب الثورات التحررية عبر العالم على رأسها الثورة الجزائرية، واعتبرها خير دليل على أن الاستعمار له نهاية.