طالب مدير مركز الإسعاف الاجتماعي بدالي إبراهيم محمد عماري الإسراع بترحيل العائلات الست المقيمة منذ عشرات السنين خلف أسوار المؤسسة، حتى يتمكن في وقت قياسي من استكمال أشغال تهيئة هذا الأخير مؤكدا أن وجود هؤلاء الأشخاص و البالغ عددهم حوالي 45 شخصا أصبح يعرقل مهمة المركز في استقبال المشردين من مختلف فئات المجتمع من جهة و باتوا يشكلون من جهة أخرى عبئا حقيقيا على طاقم المركز الذي ينشغل عناصره في التكفل بتمدرس أولادهم وصولا إلى تسوية مشاكلهم مع القضاء .. مهمة تتم على حساب إسعاف جموع الأشخاص المشردين الذين يفترشون الكرتون و يلتحفون السماء هذه العائلات التي استقرت منذ سنوات بالمركز هروبا من التشرد و الضياع، أضحت بفعل التقادم و تنامي شعور انتمائها إلى هذا المكان، ترفض تقاسم هذا الفضاء مع الأشخاص بدون مأوى رغم أن هؤلاء المشردين أولى بهذا المكان منهم، و تسببت أكثر من مرة في خلق مشاكل داخل المركز و لم تتردد بعض العائلات في جلب كلاب للحراسة تتركها هائمة داخل المركز تتسبب في خلق حالة من الخوف و الرعب وسط النزلاء. المسؤول الأول على المركز ينتظر التفاتة فعلية من ولاة بعض دوائر ولاية الجزائر الذين اطلعوا على واقع العائلات الست و طالبوا بملفاتهم ووعدوا بتسوية وضعية هؤلاء الذين استقروا في يوم من الأيام كأشخاص بدون مأوى لتطول مدة إقامتهم رافضين أي شكل من أشكال الإخلاء ما لم تخصص لهم السلطات المحلية سكنات اجتماعية . و كشف محمد عماري عن جهوده و مساعيه الحثيثة الرامية لإعادة بعث هذا المركز بشكل يخدم كثيرا الأشخاص بدون مأوى من خلال إعادة تهيئة و تجهيز الشاليهات المقدمة مؤخرا من طرف مصالح الولاية و البالغ عددها 23 شاليها، يضمن للنزلاء الراحة والتكفل النفسي و الطبي مؤكدا استمرار طاقم المركز رغم أشغال التهيئة في خرجات ميدانية يوميا لانتشال المشردين من الشارع مع اشتداد برودة الطقس هذه الأيام بمعدل خروج ثلاث فرق يوميا تمشط فرقتان دون انقطاع شوارع العاصمة و ضواحيها بينما تجوب الفرقة الثالثة شوارع و أحياء دائرة من الدوائر في كل يوم بناء على برنامج مسطر من طرف الولاية، و يحاول طاقم الفرق الثلاثة التقرب من الأشخاص المتواجدين بالشارع و إقناعهم بمرافقتهم إلى المركز للحصول على تكفل نفسي و طبي إن تطلبت الحالة وإذا كان الطاقم يحترم قرار الشخص بالقبول أو الرفض مرافقتهم في غالب الأمر فإنه يلجأ عند تنبوء مصالح الأرصاد الجوية بانخفاض محسوس في درجة الحرارة إلى استقدامهم بالقوة إلى المركز خوفا على صحتهم و سلامتهم ليوفر لهم المركز المأكل والمشرب و الاستحمام بينما يوجه المرضى إلى المؤسسات الاستشفائية للتكفل بحالتهم الصحية، و اعترف المسؤول الأول عن المركز أن اغلب المشردين الذين طالت مدة إقامتهم بالشارع يعانون من مختلف الأمراض الصدرية كالسل و الأوبئة الناجمة عن انعدام النظافة كالقمل، فينقلون على جناح السرعة إلى مصالح الاستعجالات للعلاج ليسارع غالبيتهم في الغد بالعودة إلى أحضان الشارع لممارسة هوايتهم المفضلة المتمثلة في التسول و استعطاف الناس الذين يتصدقون على هؤلاء بشكل يذر عليهم المال الكثير وقد أكد لنا ذات المسؤول أن الكثير ممن ننتشلهم من التشرد و الضياع نجد بحوزتهم مبالغ طائلة جمعوها من التسول، و تحدث ذات المسؤول عن إحدى المشردات على سبيل المثال لا الحصر و التي اسعفتها إحدى فرق المركز في إحدى الليالي رفقة ابنها فوجدوا بحوزتها 8 ملايين سنتيم، لتبقى هذه الحالة واحدة من بين العشرات الحالات التي ينام أصحابها فوق كرطون من الملايين.. و يسعى مدير المركز إلى تهيئة الشاليهات و تجهيزها بكل ما يحتاجه النزلاء مع استحداث فضاء مخصص للنساء منعا لكل نوع من أنواع الاختلاط في انتظار الآسرة لتأثيث الشاليهات حتى تصبح جاهزة لاستقبال النساء بدون مأوى، و التي يحولهن المركز حاليا إما إلى مركز الزغارة أو باب الزوار و سيدي موسى. و طالب مدير المركز من جهة أخرى بتدعيم هياكل المركز بطبيب عام يكون متواجدا بصفة دائمة لضمان تكفل صحي أحسن بالنزلاء في عين المكان دون الحاجة إلى نقلهم في كل مرة إلى الاستعجالات ، مكسب من شأنه تدعيم الأخصائي في الأمراض العقلية الذي يأتي بمعدل مرة في الأسبوع لمعاينة الحالات إضافة إلى النفسانيين الذين يسهرون على مرافقة هؤلاء النزلاء و العمل على إقناعهم للعودة إلى منازلهم. و رفض مدير مركز الإسعاف الاجتماعي مبدأ تقديم وجبات ساخنة للمشردين في الشوارع كما تم في السنوات الماضية مؤكدا أن مثل هذه العمليات من شأنها تشجيع هؤلاء على البقاء في الشارع والاسترزاق منه بسبب سهولة المعيشة فيه مؤكدا أن أبواب مؤسسة الإسعاف الاجتماعي بدالي إبراهيم وبطاقة استقبال تصل إلى 150 نزيلا تبقى مفتوحة لكل الذين يقصدونها أو يوافقون مرافقة فرقهم، ليجدوا كل وسائل الراحة من مرافقة نفسية و طبية ومساعي حثيثة من طاقم المركز الذي يحرص على عودتهم إلى أحضان العائلة ..مهمة تبقى صعبة لكن ليست مستحيلة على فرق أصبح إسعاف الأشخاص المشردين مهمتهم الأساسية..