أعطت كتابة الدولة للخارجية الأمريكية الضوء الأخضر لعائلات الدبلوماسيين المتواجدة في الجزائر من أجل مغادرتها على الفور، وقد أصدرت لهذا الغرض تحذيرا من إمكانية تعرّض رعاياها إلى الاختطاف من طرف الجماعات الإرهابية. وتأتي هذه الإجراءات الاحترازية على خلفية الاعتداء الإرهابي الأخير الذي استهدف الأربعاء الماضي محطة معالجة الغاز ب »تيقنتورين« بعين أمناس ولاية إليزي التي قُتل فيها عدد من الأمريكيين العاملين في هذه القاعدة التابعة لشركة »بريتيش بتروليوم«. ولهذا الغرض فإن كتابة الدولة الأمريكي للخارجية بادرت إلى تحيين وتحديث قاعدة المعلومات المتعلقة بالوضع الأمني الراهن في الجزائر وقدّرت بموجب ذلك وجود »التهديد الإرهابي المستمر«، ما دفعها إلى نشر على موقعها الإلكتروني عدد من التوصيات حول »الوعي الأمني« التي ينبغي على الرعايا الأمريكيين العمل بها تفاديا لمواجهة أي خطر محتمل. وتضمّن توصيات الخارجية الأمريكية تحذيرا واضحا من خطورة السفر إلى الجزائر، ولا يتعلق الأمر فقط برعاياها الراغبين في التنقل إلى بلادنا بل يشمل أيضا عائلات الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يزاولون نشاطهم حاليا في الجزائر. وصدر التحذير لأسر الدبلوماسيين أمس الأوّل السبت في شكل ترخيص لها ب »مغادرة الجزائر بعد الهجوم على منشأة الغاز بريتيش بتروليوم في إن أميناس يوم 16 جانفي 2013 والتهديدات ذات المصداقية، التي تلت الهجوم، لاختطاف المواطنين الغربيين«، وبرّرت الخارجية خطوتها بالتأكيد على أن »حماية المواطنين الأمريكيين في الخارج واحدة من أولى أولويات وزارة الخارجية«. وواضح من خلال التحذير الصادر على الموقع الإلكتروني للخارجية الأمريكية أن من بين الأخطار التي تدفع إلى إبلاغ الرعايا الأمريكيين ب »الأخطار«، تلك المتصلة بوقوع »هجمات إرهابية«، كما يشير إلى أنه في مثل هذه الحالات وأخرى على غرار نشوب حرب أهلية أو وقوع جرائم كبرى أو انتشار عدوى مثل فيروس »إتش 1 أن 1«، أو في حالات وقوع حركات احتجاجية في مواسم الانتخابات، ينبغي »تجنّب التنقل إلى هذه الأماكن نهائيا« إلى حين أن »تتغيّر الأوضاع« نحو الأحسن.