المتجوّل في شوارع العاصمة، أياما قبل حلول موعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تلفت انتباهه “ندرة” طاولات بيع المفرقعات، حتى أن العديد من المواطنين طرحوا مشكل دخولهم في رحلة البحث عن علبة “محارق” تقليدية لأطفالهم أو حتى “نوّالات” للإبقاء على القليل من نكهة الاحتفال بهذا اليوم مقارنة بالأعوام السابقة خلافا للسنوات الفارطة، لم “تنفجر” العاصمة على وقع المفرقعات المتنوعة وبمختلف درجاتها من العادية إلى “تريبل بومب”، مرورا ب”زيدان” و”الشيطانة” وغيرها التي كانت تهز أرجاء الولاية شهرا قبل حلول 12 ربيع الأول، حيث اقتصرت هذه السنة على محاولات محتشمة ل”التفجيرات”. والملاحظ هذه السنة، شغور الأماكن التي كانت تعجّ بطاولات بيع المفرقعات في السنوات السابقة منها، إلا من بعض الطاولات التي صنعت الحدث وعجت بالباحثين عن المتعة رغم الحملات التي تشنها الشرطة لمصادرة هذا النوع من السلع. “الشيطانة”، “القادوس”، “ستيلو”، “ زيدان”، و”ليفو دتيفيس”، أنواع من المفرقعات التي تصنع الحدث هذه الأيام على طاولات الباعة. ورغم نقص عدد باعة المفرقعات، إلا أن طاولات من “بقي على العهد” تحوي أصنافا وأشكالا متنوعة تختلف تسميتها من سنة لأخرى. وقال لنا صاحب طاولة لبيع المفرقعات في “سوق مارشي 12” إن النقص الملحوظ في عدد الطاولات يعود إلى الرقابة على مستوى ميناء العاصمة لمنع دخول المفرقعات، مضيفا أن ما تحتويه طاولته نفسه المتوفر في الطاولات الأخرى، ويمثل ما تبقى من مبيعات السنة الماضية. وأضاف أن المفرقعات الأكثر طلبا هي الشيطانة على أساس أنها تحدث أكبر انفجارا في الهواء، مخلفة ألوانا في السماء ويتراوح ثمنها بين 200 إلى 400 دج للعلبة الذي تحوي على 10 شيطانات. أما المحارق، فتتراوح بين 35 إلى 70 دج، إلى جانب الستيلو، الذي يطلق ألوانا في السماء وسعره يقدر ب 60 دج. أما “زيدان”، فيقدر ثمنها ب 70دج، إلى جانب أنواع أخرى، منها “القادوس” الذي يصل سعره الى 120 دج. من جهته، كشف لنا جمال، الذي التقيناه أمام إحدى طاولات المفرقعات، إنه اشترى ما ثمنه 3 آلاف دينار من أنواع المفرقعات لأبنائه، وأضاف: “هناك أسر تحدد ميزانية خاصة لهذا الاحتفال بمبالغ تزيد عن المليوني سنتيم رغم أن هذا العام شهد نقصا في السلع”. وفي هذا الصّدد، اتصلنا بالأستاذ عبد الكريم ليشاني، مختص في القضايا الدينية، حيث أكد لنا أن شرعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تختلف من عالم إلى آخر، ولكن غالبيتهم استحبوا الاحتفال به، أي إيجابية الاحتفال، ومع ذلك تبقى الإشكالية في طريقة الاحتفال. وأشار المتحدث إلى أن الاحتفال بمولد النبوي الشريف بالمفرقعات أمر غير مشروع لأن فيه تبذير للأموال في شراء المفرقعات والألعاب النارية، إضافة إلى إلحاق الأذى بالناس، ما يتسبب لهم في إصابات خطيرة نسمع عنها كل سنة. كما أوضح أن طريقة الإحتفال عند العلماء هو إقامة موائد مستديرة للتذكير بالرحمة، وتلاوة القرآن الكريم، وقراءة قصة الرسول صلى الله عليه وسلم. ونصح المتحدث الأولياء أن يدخلوا البهجة والسرور على قلوب أبنائهم باحتفالات بسيطة وغير مفضية للضّرر. وأكد المستشار الإعلامي في وزارة الشؤون الدينية، عدة فلاحي، أن الأئمة في المساجد يسعون بدورهم إلى تقديم توجيهات لكافة المواطنين بخصوص الاحتفالات المبالغ فيها ليلة المولد النبوي الشريف، والتي تخلف أضرارا مادية وبشرية، وهذا راجع، حسبه، إلى الإستعمال المبالغ والمبذر للأموال في شراء المفرقعات والألعاب النارية. كما أشار إلى أن دروس التوجيه والتحذير حاضرة في أوقات صلاة الجمعة وخارج الصلوات، من أجل تذكير كافة المواطنين بضرورة الحذر من أن تتحول ليلة المولد من البهجة والفرحة إلى حزن وألم.