تحولت العقاقير المهدئة والمسكنة من أدوية للتغلب على الألم الحاد ونوبات القلق والأرق وعلاج الأمراض النفسية والعصبية إلى وسيلة للإدمان بالنسبة للكثير من الشباب، الذين يتزايد عددهم من يوم إلى آخر، بالنظر إلى سهولة الحصول عليها، سواء لدى بعض الصيدليات أو مروجيها، المنتشرون في كل مكان، يعرضون سمومهم على متعاطيها، الذين يجدون أنفسهم تحت رحمة »الحبة الحمراء« تدخلهم عالم الانحراف من بابه الواسع ● أكد مصدر أمني ل''صوت الأحرار'' أن فرق مكافحة المخدرات، توقف يوميا مروجي المؤثرات العقلية، الذين ينشطون ضمن شبكات لترويج المهلوسات، مؤكدا أن التحقيقات كشفت أن تأثيرات هذه العقاقير بمتعاطيها دفعت بهم إلى ارتكاب جرائم واعتداءات حتى على الوالدين خاصة الأمهات وكانت السبب المباشر في دخولهم السجن، موضحا في ذات السياق أن التحقيقات التي تقوم بها الفرق المختصة في مكافحة المخدرات قد كشفت أن بعض عمليات الحجز لهذه المهلوسات كان مصدرها صيادلة، كانوا يبيعون كميات من الأقراص المهلوسة للمتعاطين والمدمنين دون إظهار الوصفات الطبية، كما بينت تحريات أخرى أن بعض المدمنين كانوا يعتمدون على وصفات طبية لأقارب لهم مصابون بأمراض تتطلب تناولهم لمثل هذه العقاقير، حيث كانوا يشترون الكميات ليس لمنحها لأقاربهم بل لاستهلاكهم الذاتي. في ذات السياق، يتم يوميا حجز كميات من هذه السموم، حيث قدرت محجوزات مصالح الأمن بولايات الوسط، حسب المفتشية الجهوية لأمن ولايات الوسط 51546 قرصا مهلوسا خلال سنة 2012 ، فيما وصل عدد قضايا المخدرات بأنواعها إلى 3363 قضية، تورط فيها 4499 شخص، أصدرت المحاكم المختصة أوامر بايداع 3488 موقوف السجن وتأتي العاصمة في المقدمة، من حيث الكميات المحجوزة من المخدرات بأنواعها منها 39487 قرصا مهلوسا، ثم ولاية الشلف ب2546 قرصا، فالبليدة ب2445 قرصا، تيبازة 2334 من المؤثرات العقلية ثم بومرداس ب1162 قرصا فبقية الولايات الأخرى التابعة لناحية الوسط. كما تحتل ولاية الجزائر الصدارة من حيث عدد القضايا أيضا، بتسجيلها 2061 قضية ، تليها تيبازة ب249 قضية ، فولاية الشلف ب228 قضية ثم البليدة ب210 قضية بعدها بومرداس ، تيزي وزو وبقية الولايات الأخرى التابعة لناحية الوسط . وحسب ذات المصدر دائما فإن محجوزات الأقراص المهلوسة تتمثل أساسا في''الريفوتريل'' وهو أحد الأدوية التي تصنف ضمن مجموعة ''البنزودايازبين''، ومن الأدوية الشبيهة به دواء ''الفاليوم'' ، ''اللوكساتينيل'' و''الزاناكس''، وكل هذه الأدوية لها استخدامات طبية لبعض الأمراض الجسدية والنفسية، وهذا النوع من الأدوية يجب أن يتم اقتناءها بطريقة قانونية بوصفات طبية، خاصة ولابد أن تستخدم تحت إشراف طبي، مشددا على ضرورة توخي الحذر من الإفراط في تناولها لفترات طويلة، وتسبب هذه الأدوية التعود عليها لدرجة الإدمان ولا تخلو من تأثيرات سلبية على الذاكرة و القدرة على التركيز، المزاج والحركة ، توصف لعلاج حالات القلق والتوتر وبعض أنواع الصداع وغيرها من الحالات النفسية الناجمة عن صدمات أو انهيارات نفسية، لكن أصبحت الآن تستعمل كنوع من المخدرات ووسيلة للإدمان. وتعالج مصالح الأمن يوميا قضايا تتعلق بترويج المخدرات على مستوى ولايات الوسط ال11 : الجزائر، المسيلة ، تيبازة، المدية، الجلفة، بومرداس، الشلف، البليدة، عين الدفلى، البويرة و تيزي وزو وتوقف المتورطين فيها، وفي هذا الإطار أوقفت مصالح أمن ولاية البليدة في بحر هذا الأسبوع، شخصين تتراوح أعمارهما مابين 39 و40 سنة، مسبوقان قضائيا، على مستوى حي الإخوة بن عاشور بمدينة البليدة، بتهمة حيازة وترويج المخدرات والأقراص المهلوسة، وجاءت العملية بناء على معلومات وردت إلى مصالح الشرطة بأمن ولاية البليدة، مفادها وجود شبكة مختصة في المتاجرة بالمخدرات والأقراص المهلوسة، على مستوى حي الإخوة بن عاشور بالبليدة، وتمت مداهمة وتفتيش الأماكن والأوكار المشبوهة على مستوى الحي، حيث أسفرت العملية عن توقيف المتهمين تم العثور بحوزة الموقوفين كمية من المخدرات من نوع القنب الهندي قدرت ب130 غ و825 قرص مهلوسا وعائدات الترويج ب 22980 دج و استمرارا للتحقيق وبالاستناد لإذن بالتفتيش صادرعن وكيل الجمهورية لدى محكمة البليدة، تم تفتيش مسكن أحد المشتبه فيهما، حيث تم حجز كمية أخرى من المخدرات من نوع القنب الهندي قدرت ب 4غرام و430 قرص مهلوس و15 سلاح أبيض. وبولاية الشلف اعتمد أربعة متهمين احترفوا المتاجرة في المخدرات، على جمع كميات معتبرة من المهلوسات، يقومون بشرائها بثمن بخس من عند المصابين بالأمراض العصبية من أجل إعادة بيعها لدى المدمنين بأثمان مرتفعة بالجهة الشرقية للعاصمة، حيث بدأت القضية بعد توقيف أحد المتهمين بمحطة الحافلات، حيث كان بصدد ترويج الأقراص المهلوسة. وفيما بعد تم توقيف المتهمين الثلاثة المتبقين، حيث ثبت أنهم يتفقون مع المرضى الذي يحصلون دوريا على الأقراص من الصيدليات مجانا، وبدل أن يتناولوها في إطار العلاج، يقومون ببيعها بثمن بخس. وبالكاليتوس شرق العاصمة، أوقفت مصالح الأمن شخص بحوزته 100 قرصا مهلوسا كان بصدد ترويجها بمنطقة شراعبة ،كما تم العثور على كمية كبيرة من المؤثرات العقلية والمخدرات بمنزله خلال عملية التفتيش بحيث تم إسترجاع 100 قرص مهلوس و 67 غرام من القنب الهندي.