وصف رئيس المجلس الشعبي الوطني، الدكتور محمد العربي ولد خليفة، الاعتداء الذي تعرّضت له منشأة الغاز ب »تيقنتورين« ب »إن أميناس« قبل أسبوعين، بأنه أشبه ب »اعتداء 11 سبتمبر« في تأكيد منه على أن »الجزائر تبقى دائما مستهدفة من طرف الإرهاب«. وسجّل في الوقت نفسه أن بلادنا »حاربت الإرهاب وتغلّبت عليه لوحدها«، ثم لاحظ أن »الإرهاب له سبعة أرواح كلما قضينا عليه يعود بصيغة أخرى..«. رافع رئيس المجلس الشعبي الوطني لصالح الإصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر منذ شهر نوفمبر ,2011 ويرى أن الجزائر حققت من خلالها الكثير من المكاسب على صعيد تعزيز الممارسة الديمقراطية وضمان حرية التعبير، مثلما حرص كثيرا على الدفاع عن الهيئة التشريعية وبالأساس الغرفة السفلى للبرلمان التي يتولى إدارة شؤونها عندما ردّ على منتقديها قائلا: »المجلس الشعبي الوطني ليس كما يتصوّره البعض.. هناك مناقشات جادة وهناك نية سليمة لدى ممثلي الحكومة في تقديم كل التوضيحات والأشياء المفيدة..«. وذكر الدكتور محمد العربي ولد خليفة في كلمة مقتضبة ألقاها في لقاء جمعه أمس مع وسائل الإعلام بمقر المجلس، بأنه »لم يحصل أن تمّ منع أيّ نائب من الإدلاء بمواقفه كما لم تتم مقاطعة أي منهم«، وأضاف أن أحزاب المعارضة التي تنشط في هذه الهيئة سواء من جبهة القوى الاشتراكية وتكتل »الجزائر الخضراء« أو حزب العمال »يعمل نوابها بكل حرية والحوار يبقى مفتوحا على أوسع الأبواب«. واللافت في كلام ولد خليفة أنه حرص على تمرير عدد من الرسائل تخصّ الوضع الإقليمي السائد وحتى الحالة الأمنية في البلاد، وكان من الطبيعي أن يعود للحديث عن الاعتداء الذي استهدف مؤخرا المنشأة الغازية ب »إن أميناس«، وكانت الخلاصة التي توصل إليها هي أن العملية الإرهابية تدخل في سياق »مواصلة استهداف الجزائر من طرف الجماعات الإرهابية«، وفي تقديره فإن »الجزائر تغلّبت على الإرهاب لوحدها« في إشارة منه إلى العشرية الدموية. إلى ذلك أورد المتحدّث أن ما حصل بعد عملية »تيقنتورين« بولاية إليزي »يشبه اعتداء 11 سبتمبر« الذي ضرب الولاياتالمتحدة في ,2001 لكن الثابت هو أن »بلادنا مستهدفة من الإرهاب الذي له سبعة أرواح كلما قضينا عليه يعود بصيغة أخرى«. وبتعبير أكثر مباشرة واصل تصريحه: »مشكلتنا تبقى في التطرف بكل أبعاده والجزائر لديها اتجاه نحو بناء ديمقراطية حسب تجربتها التاريخية وكذا التحوّلات الحاصلة في العالم«. وقد ربط الاعتداء الواقع في »تيقنتورين« بما يجري حاليا في مالي، وهنا شدّد على أن »الوحدة الوطنية مسألة مهمة وكبيرة«، بل اعتبرها بمثابة »العمود الفقري ونحن لا نقبل أيّ خدش في هذه المسألة«. ومن وجهة نظره »الوحدة الوطنية لا يُمكن أن تتكرّس إلا من خلال مجتمع متضامن وتعدّدية سياسية تحترم حرية التعبير«. وبناء على ذلك عاد رئيس المجلس الشعبي الوطني للحديث من جديد عن الإصلاحات التي أقرّها رئيس الجمهورية منذ خطابه في 15 أفريل 2011 »هذه الإصلاحات كان لها الأثر الإيجابي الذي ظهر في الانتخابات الماضية بما في ذلك ترقية دور المرأة في الحياة السياسية«، كما أشار إلى أن التعدّدية الحاصلة في الغرفة السفلى للبرلمان بوجود 27 تشكيلة سياسية »أكبر دليل على أن الجزائر في المسار السليم«. وبعدها تفرّغ الدكتور محمد العربي ولد خليفة للتأكيد على ضرورة تواصل الأجيال عندما أدرج الشباب في خانة »رأسمال الجزائر« دون أن ينفي أن هذه الفئة تواجه فعلا الكثير من المشاكل والصعوبات، قبل أن استدرك متفائلا: »لكن لا يُمكن أن تكون هذه المشاكل سببا في صراع الأجيال لأننا نريد استمرارية قابلية للتطوّر والتقدّم«. ولفت في الوقت نفسه إلى أن »الجزائر بعد أكثر من قرن من الاحتلال تريد أن تكون دولة متقدّمة بالاهتمام بالعدالة الاجتماعية على أساس الحرية«، وعلى حدّ قوله: »الجزائريون تمرّدوا على الظلم والحقرة وبالتالي فإنهم اليوم يرفضون الظلم والحقرة.. وهذه خاصية جزائرية«.