كشف المدير العام للميزانية بوزارة المالية، فريد بقة، أن عملية إعادة تقييم المشاريع كلفت الخزينة العمومية 177 مليار دج سنة ,2012 وهو الرقم الذي قال بأنه تراجع مقارنة بالسنوات الماضية نتيجة »الإصلاحات« التي أُدخلت على القطاع، كما أوضح المتحدث أن مراقبي المديرية »تمكنوا لحد الآن من بسط رقابتهم على كافة بلديات مقر الولاية وعلى بلديات مقر الدائرة في انتظار تعميم العملية على البلديات المتبقية ليشمل هذا النوع من الرقابة قبل نهاية السنة جميع بلديات الوطن ال1541«. وحسب المدير العام للميزانية الذي كان يتحدث في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية، ستشمل الرقابة القبلية للنفقات التي يشرف عليها المراقبون الماليون للمديرية العامة للميزانية كافة بلديات الوطن قبل نهاية السنة الجارية، وقد نجحت المديرية في تعميم رقابتها على كافة المؤسسات الاستشفائية العمومية قبل سنتين حسب نفس المسؤول، وتهدف عملية »مراقبة النفقات المعتمدة« التي أعيد تنظيمها سنة 2009 لتشمل البلديات سنة من بعد إلى »التأكد من سلامة الميزانيات البلدية قبل صرفها من أجل تجنب النفقات الزائدة وحمل البلديات على الابتعاد على تراكم مديونية ثقيلة تجد الدولة نفسها في الأخير مجبرة على تحملها«، وقد عانت الجزائر أواخر التسعينيات من هذه الظاهرة إذ فاق عدد البلديات العاجزة حينها 1200 بلدية أي 80 بالمئة من مجموع البلدية كانت قد راكمت مجتمعة ما يقارب 20 مليار دج من الديون حسب الأرقام الرسمية. لكن وبفضل إصلاح الجباية المحلية الذي عرف انطلاقة فعلية سنة ,2005 لاسيما من خلال تفعيل دور الصندوق المشترك للجماعات المحلية الذي يُمول من اقتطاع 2 بالمئة من المداخيل الجبائية للبلديات كل سنة، تم تقليص عدد البلديات العاجزة تدريجيا ليتم »القضاء نهائيا« على هذا العجز سنة 2011 حسب تصريحات وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وهكذا فإن الرقابة القبلية التي ستسمح للدولة ب»التأكد من أن البلدية لا تُبرمج مشاريع إلا في حدود إمكانياتها المالية الفعلية« ستكفل للجماعات المحلية بالخصوص عدم الوقوع ثانية في أزمة المديونية حسب المدير العام للميزانية الذي أكد أن هذه الأخيرة »لن تتمكن من الشروع في انجاز مشاريع أو توظيف مستخدمين إلا في حالة حيازتها على الامكانات المالية اللازمة«. تجدر الإشارة إلى أن الرقابة القبلية للنفقات الجارية تعد مسؤولية كل من المديرية العامة للميزانية و المفتشية العامة للمالية، وكلاهما تابعتان لوزارة المالية، فيما يتكفل مجلس المحاسبة والبرلمان بالرقابة البعدية، وإضافة للجماعات المحلية تشمل رقابة المديرية العامة للميزانية كلا من الهيئات والإدارات التابعة للدولة والميزانيات المرفقة والحسابات الخاصة للخزينة وميزانيات المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري أو العلمي أو الثقافي أو المهني وكذا المؤسسات العمومية المماثلة ذات الطابع الإداري. وفي معرض حديثه عن باقي الإصلاحات التي شرعت فيها المديرية العامة للميزانية خلال السنوات الأخيرة بغية ترشيد الإنفاق العمومي، تطرق بقة، إلى تعديل التنظيم المتعلق بإجراءات تسجيل وتسيير برامج التجهيز العمومي الذي تم بموجبه جعل إتمام إعداد الدراسات التقنية الاقتصادية للمشاريع شرطا مسبقا لتسجيل المشروع نفسه، وأشار إلى أن »غياب هذه الدراسات في السابق كان سببا في التأخر الكبير والدائم للمشاريع« مضيفا أن اليوم وبفضل هذه الإصلاحات »يمكننا أن نلاحظ تقدما في هذا المجال لاسيما فيما يخص عمليات إعادة التقييم التي تقلصت كلفتها إلى 177 مليار دج سنة 2012 «. كما شكل إنشاء الصندوق الوطني للتجهيز من أجل التنمية وتكليفه بمراقبة نوعية الدراسات التقنية للمشاريع التي يفوق مبلغها آو يعادل 20 مليار دج »انجازا« آخر في مسار ترشيد النفقات العمومية حسب ممثل وزارة المالية التي كانت قررت على صعيد آخر اشتراط تحرير النفقات بموجب حسابات التحصيص الخاص بتقديم مخططات النشاط القطاعية وإرفاقها بحصيلة استخدام النفقات التي خصصت لنفس النشاط خلال السنة المنقضية.