يضع حاليا المخرج أمين قيس اللّمسات الأخيرة على فيلم وثائقي يتعرض إلى تاريخ القوات الجوية الجزائرية إبان الثورة التحريرية، وعن مهمة سرية لطيارين جزائريين ينقلون الأسلحة إلى الداخل، انطلاقا من القواعد الخلفية لجبهة التحرير الوطني في الحدود المغربية الجزائرية. اختار المخرج أمين قيس مشهد خمس طائرات عمودية تطير في الأجواء الجزائرية يوم الاحتفال بالذكرى الأولى لأول نوفمبر مباشرة بعد الاستقلال كبداية خيالية لفيلمه، حيث يكتشف الجمهور الحاضر أن الطائرات كانت تحمل الألوان الجزائرية ويقودها طيارون جزائريون. ويتطرق الفيلم الوثائقي في 52 دقيقة، إلى مسار هؤلاء الطيارين، الذين يعدون أول بعثة جزائرية للطيارين خارج الوطن، أين خضعوا لتكوين مكثف في كل اختصاصات الطيران، في كل من العراق ''الراشدية''، مصر ''بلبيس''، الاتحاد السوفيتي ''فراوتز''، الأردن ''عمان''، سوريا ''حلب'' والصين ''بكين''. ويعد الفوج أول نواة للقوات الجوية الجزائرية، ومهندس هذه العمليات وأول من فكر في تكوين هذه الفرقة هما كل من كريم بلقاسم وأوعمران سنة 1957 ثم تكفل بتحقيق الفكرة بعد ذلك العقيد عبد الحفيظ بوصوف الذي استلم المهام منذ سنة .1960 يقول المخرج أمين قيس إن قصة هذه النواة الأولى للقوات الجوية الجزائرية ليست معروفة لدى الجميع، ولهذا يطمح الفيلم إلى إماطة اللثام عن هذا الجانب الخفي من الثورة التحريرية. يقوم بإنتاج الفيلم ودعمه ماليا الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والاتصالات العامة من بين الشخصيات التي تقدم شهادات حول المهمة وزير الداخلية الحالي وأحد أعضاء الجمعية دحو ولد قابلية، حيث يكشف تفاصيل مهمة تكوين طيارين جزائريين إبان الثورة في سرية تامة، بالاضافة إلى ثلاثة طيارين لا يزالون على قيد الحياة وهم محمد بن شرشالي، حسين سنوسي، شايشي بغدادي، ومن المتوفين نجد المرحوم آيت مسعودان.