أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بن مرادي أن الأزمة الأمنية في منطقة الساحل شلت الحركية السياحية في المنطقة بصفة شبه كلية، داعيا إلى ضرورة إيجاد البدائل من أجل تفعيل السياحة الداخلية، موضحا بقوله أن هذا الوضع يتطلب »إيجاد الآليات التي تجعل الحركية السياحية في بلادنا وبالمناطق الصحراوية على الخصوص، في مأمن عن تقلبات الأسواق العالمية«. قال محمد بن مرادي وزير السياحة الصناعة التقليدية أمس خلال إشرافه على افتتاح اليوم الدراسي حول موضوع »تشجيع التدفقات السياحية الداخلية تجاه الأقطاب الصحراوية« المنظم بأدرار على هامش الصالون الدولي الرابع للسياحة الصحراوية، »إن السياحة الاستقبالية أصبحت شبه عملية مدّ وجزر متواصلة، بسبب تفاعلها مع الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية والصحية التي يعرفها العالم بين الفينة والأخرى«.مشيرا في هذا الصدد إلى »الأزمة الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل والتي شلّت الحركية السياحية في هذه المنطقة بصفة شبه كلية، ناهيك عن التراجع الذي يشهده النشاط السياحي في بعض البلدان العربية والأوروبية جرّاء الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية«، مؤكدا أن كل ذلك له انعكاساته الاجتماعية والاقتصادية خصوصا بالنسبة للمناطق ولأهالي المستقبلة للسياح. وأوضح الوزير في كلمته »إنّ هذه المعطيات تدعونا جميعا إلى التفكير في الحلول لتي تتيح لنا التحكّم في هذه الإشكالية وإيجاد الآليات التي تجعل الحركية السياحية في بلادنا وبالمناطق الصحراوية على الخصوص، في مأمن عن تقلبات الأسواق العالمية«، مضيفا أن التبعيّة المطلقة للاقتصاد المحلي والوطني تجاه السياحة الاستقبالية يشكّل خطرا يجب تداركه والعمل على إيجاد البدائل للتخفيف من حدّته، موضحا أن هذا المسعى من شأنه »المحافظة على سيرورة الحركية السياحية واستقرار النشاط الاقتصادي المرتبط بها في كل الظروف. واعتبر بن مرادي أن هذا الملتقى يندرج ضمن رؤية »تشجيع التدفقات السياحية الداخلية نحو هذه الأقطاب« التي قال أنها »تعدّ إحدى مفاتيح هذه المعضلة«، داعيا إلى دراسة كيفية الترويج للأقطاب الصحراوية وإعداد وتسويق عروض تستجيب لميولات ومتطلبات السياح والعائلة الجزائرية بالتحديد، إضافة إلى التسهيلات الضرورية في مجالات النقل والإيواء والإطعام، وعبر عن تضامنه المطلق مع النشطين بالجنوب في هذه الظروف الصعبة، مؤكدا استعداد السلطات العمومية بذل جهودها لدعمهم ومرافقتهم وإيصال انشغالاتهم إلى الجهات المعنية.