عالجت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة قضية شرطي يعمل بميناء الجزائر العاصمة، كان قد أطلق رصاصتين على مسؤوله في الميناء، وهو عميد شرطة، الأولى أصابته في يده والثانية استقرت على مستوى الساق. وقد تم نقل عميد الشرطة إلى مستشفى المديرية العامة للأمن الوطني لتلقي الإسعافات. وكان الدافع وراء إطلاق الشرطي النار على مسؤوله إلى رفض عميد الشرطة منحه إجازة قصيرة لزيارة عائلته في ولاية داخلية، كون الوقت غير مناسب لذلك، وطلب منه تأجيل الأمر إلى وقت لاحق. تعود وقائع القضية إلى تاريخ 26 ماي 2012 حوالي الساعة الثالثة زوالا تلقت مصالح الأمن نداءا من الفصيلة الثانية لفرقة البحث والتدخل الشرطة القضائية لولاية العاصمة مفادها تعرض شرطي مسؤول برتبة عميد بميناء الجزائر لطلقات نارية من شرطي بالمقر الإداري للفرقة الأولى لشرطة الحدود البحرية. وبعد فتح تحقيق في الحادثة تبين أنه يومها حدثت مناوشات بين الشرطي »م.مبروك« عون شرطة مكلف بتأمين مدخل السماكة ورئيس المصالحة »م. مصطفى« بسبب بلوغ هدا الأخير معلومات تفيد أن الشرطي المتهم قبض رشوة من أحد الصيادين. وأثناء دلك أخرج مسدسه الشخصي وأطلق 5 عيارات نارية أصابه في اثنين منها واحدة على مستوى الذراع الأيسر، والفخذ الأيسر، تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى مصطفى باشا، أين تلقى الإسعافات الأولية. وعند استجواب المتهم »م. مبروك« المنحدر من ولاية بسكرة، صرح بتاريخ الوقائع أنه بينما كان رفقة زميله المتهم الثاني »خ. محمد« بمركز المراقبة جهة المسمكة قصده بحري »ب. مرزاق« وشخصين آخرين طلب منه السماح له بالدخول إلى المسمكة، من أجل إدخال محرك قاربه وبحكم انه لا يملك تسريحا لذلك كون دلك اليوم يوم عطلة. وهو ما وافق عليه المتهم مقابل مبلغ مالي قدره 1500 دج، الذي قام بتقاسمه معه زميله المتهم الثاني في القضية المتابع بجناية الرشوة واستغلال الوظيفة، ولم يتفطن المتهمون أن ضابط شرطة بالميناء قد شاهد عملية تسلم الرشوة وأخبره بها الضحية ليلتها. وفي اليوم الموالي قام الضحية باستفسار المتهم عن الأمر، أين دخلا في مناوشات قرر خلالها تحويل الشرطي المتهم إلى حراسة ثكنة أخرى، وهو الأمر الذي لم يتقبله المتهم فأخرج مسدسه وأطلق عليه عيارات نارية.وخلال جلسة محاكمة المتهم الذي تمت متابعته بجناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والرشوة وسوء استغلال الوظيفة، أنكر محاولة قتل مسؤوله مصرحا أنه يومها أطلق النار عشوائيا دون قصد، مشيرا إلى أن البحري متعود على إعطائه سمك بعد كل رحلة صيد. ويومها قدم له المبلغ محل المتابعة كونه لم يصطد شيئا، غير أن القاضي واجهه بعدد الطلقات التي تبين وجود نية مبيته لقتل الضحية خاصة لما تتبع خطوات الضحية بعد الشجار الذي حصل بينهما، ولولا اختفاء الضحية وراء جدار وتدخل أشخاص ونزعهم السلاح من يد المتهم لكان الضحية في عداد الموتى.