أحدثت الحركات الاحتجاجية، التي قام بها سكان بلدية بوسيف أولاد معسكر ولاية جيجل أمس الأول شللا كليا لحركة المرور، عندما أقدموا على غلق مقرات البلدية، المستشفى، المدارس الابتدائية، وكذلك الطرقات، تنديدا بالوضع المأساوي الذي يعيشونه. عبر السكان عن تذمرهم للمشاكل التي جعلتهم في عزلة عن التطورات التي تشهدها الولاية، دون أن تتدخل السلطات الولائية في حلها، وتبعد بلدية بوسيف أولاد عسكر التي يفوق عدد سكانها 16 ألف نسمة، عن ولاية جيجل ب 40 كلم، وهي عبارة عن مسالك جبلية وعرة، مما يصعب على السكان التنقل خاصة التلاميذ، ما جعل سكانها يعيشون ظروفا سيئة للغاية، ذلك لغياب أدنى شروط الحياة اليومية. وحسب لطرش جمال رئيس جمعيات المجتمع المدني في مكالمة هاتفية مع »صوت الأحرار« فإن البلدية تعيش مشاكل جمّة، أولها تماطل السلطات المحلية في تطبيق المرسوم التنفيذي رقم 07 ? 140 الصادر في الجريدة الرسمية في 20 ماي ,2007 والمتضمن إنشاء المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، ببلدية بوسيف أولاد عسكر، على أن يكون مقر إدارة المؤسسة بنفس البلدية، غير أن المسؤولين المحليين لم يطبقوا المرسوم التنفيذي، خاصة بالنسبة لتطبيق القرار المتمم للمرسوم التنفيذي الصادر في 10 فيفري .2011 وأوضح لطرش جمال أن المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببلدية بوسيف أولاد عسكر بها مؤسسة متعددة الخدمات ومصلحة للتوليد، كاشفا عن سعي السلطات المحلية في اجتماعها أمس، إلى الاتفاق على تحويل المصلحة الخاصة بالولادة إلى إحدى البلديات القريبة من مقر الولاية وحرمان سكان بلدية أولاد عسكر وما جاورها من الاستفادة من خدمات المصلحة، مشيرا أن المؤسسة العمومية للصحة الجوارية تستفيد من خدماتها 5 بلديات مجاورة. وتأتي أزمة توزيع المياه الصالحة للشرب على رأس قائمة هذه المشاكل، حيث يعاني سكان بلدية بوسيف أولاد عسكر من الجفاف على مدار السنة، وحسب المتحدث فإن البلدية استفادت من مشروع لتزويد السكان بالماء الشروب بقيمة مالية تفوق 17 مليار دينار، غير أن المشروع لم ير النور إلى اليوم، وكان الوالي قد وعد السكان في شهر أكتوبر 2011 بدعم البلدية بشبكة توزيع الماء الشروب، إلا أن وعوده لم تر النور، كما فند السكان تصريحات الوالي ومدير الري بتسليم المشروع الخاص بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب، وأنه دخل حيز الاستغلال. ومن المطالب التي تقدمت بها جمعيات المجتمع المدني ممثلة في رئيسها لطرش جمال الإسراع في إنجاز مشروع بناء هيكل جديد لبريد الجزائر، كون المقر الموجود مهدد بالانهيار في أية لحظة ويشكل خطرا على الموظفين والزبائن من المواطنين، كذلك بالنسبة للدراسة الخاصة بإنجاز طريق ولائي يربط بين بلدية بوسيف أولاد عسكر وبلدية الطاهير مرورا بمشتة عطوي، بالإضافة إلى زيادة توسيع الشبكة الكهربائية الريفية، وفي لقاء جمع الجمعية برئيس الدائرة أمس بحضور ممثلين عن قطاع الصحة والري، تعهد رئيس الدائرة بحل مشاكل السكان واتخاذ قرارات صارمة مع مسؤولي قطاع الصحة في مدة لا تتجاوز أسبوع، أما بالنسبة لشبكة المياه، فقد حددت مدة شهر واحد أي بداية من جوان القادم.