رفض أمس نواب التجمع الوطني الديمقراطي إجراء انتخابات تجديد ممثلي الحزب في هياكل الغرفة البرلمانية السفلى بسبب تعليمة قيادة الأرندي بعدم ترشح النواب الموجودين حاليا في مناصب المسؤولية، وهو ما فهم على أنه محاولة لإقصاء المحسوبين على أحمد أويحيى الأمين العام الأسبق، حيث طلب النواب الغاضبين لقاء عبد القادر بن صالح الأمين العام بالنيابة، إلى ذلك تتحدث بعض المصادر عن إقالة رئيس الكتلة ميلود شرفي وتعيين بلقاسم بن عميروش النائب عن تيبازة في المنصب بالنيابة إلى غاية المؤتمر الرابع. كادت الأمور تنفلت أمس في الكتلة البرلمانية للأرندي التي كان يفترض أن يكون الحدث فيها انتخابيا لاختيار ممثلي الحزب في هياكل المجلس الشعبي الوطني إلا أنه تحوّل إلى فوضى عارمة ومجالا لتبادل التهم بين النواب من جهة وقيادة الحزب من جهة أخرى ممثلة في الوزير الأسبق محمد الطاهر بوزغوب المسؤول عن المنتخبين المحليين في الهيئة التقنية التي تتولى تسيير الحزب إلى غاية المؤتمر الرابع المنتظر في 26 ديسمبر المقبل. وحسب مصدر من الكتلة البرلمانية للحزب فإن النقطة التي فجّرت غضب النواب لا سيّما المحسوبين منهم على الأمين العام المستقيل هو مبادرة رئيس الكتلة البرلمانية ميلود شرفي بإعلان ما اعتبره توصية أو تعليمة من الأمين العام بالنيابة عبد القادر بن صالح والتي يكون قد طلب فيها من النواب الالتزام بالوعد الذي قطعوه السنة الماضية القاضي عدم ترشحهم لهياكل المجلس في السنة الموالية بهدف ضمان التداول، هذه التعليمة فهمها النواب الموجودين حاليا في هياكل المجلس الشعبي الوطني والمحسوب أغلبهم على أويحيى على أنها محاولة لإقصائهم واستهدافهم وهو ما جعلهم يثورون في وجه رئيس الكتلة البرلمانية ميلود شرفي الذي اتهموه بسياسة الكيل بمكيالين. وكان أول المتدخلين والذين أحسوا بنية من قيادة الأرندي لتصفيتهم وإزاحتهم من هياكل الغرفة السفلى هم نواب رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة ويتعلق الأمر بشهاب صديق وجيلالي قنيبر وعبد السلام بوالشوارب، حيث خاطب شهاب المكلف بالمنتخبين بوزغوب محمد الطاهر ورئيس ديوان عبد القادر بن صالح، الطيب ماطلو قائلا »نحن ذاكرة الحزب ونحن واجهته ولسنا قطيع غنم حتى تعبثوا بنا كما تشاؤون« وحمّل شهاب، محمد الطاهر بوزغوب، مسؤولية عدم الشفافية فيما نصح رئيس الديوان بأن يبلغ الأمين العام بالنيابة عبد القادر بن صالح »أن ينفض الغبار عن نفسه« في إشارة منه لمن وصفهم محدّثنا بالانتهازيين ، قبل أن يسترسل بالقول »قمتم بتنحية أويحيى بدعوى عدم اعتماده الديمقراطية في تسيير الحزب؟ أين هي الديمقراطية التي كنتم تتغنون بها« و ساند عبد السلام بوالشوارب وقنيبر الجيلالي ما قاله شهاب الصديق بل حمّل النائبان رئيس الكتلة البرلمانية ميلود شرفي المسؤولية الكاملة في المشاكل التي تعيشها الكتلة بسب عدم شفافيته في التسيير. و تفاعل حسب محدّثنا كثير من النواب مع تدخلات النواب الثلاثة وراح بعضهم يذكرون مناقب أويحيى وكيف كان الحزب والكتلة البرلمانية في عهده ومنهم من ألقى اللوم على المكتب التقني على غرار ما جاء في تدخل النائب عن ولاية مستغانم قاسم العيد الذي قال إن المكتب التقني يتعامل مع نواب البرلمان والمنسقين الولائيين كقطيع غنم وخاطب الوزير السابق محمد الطاهر بوزغوب قائلا »أنت سبب المأساة التي يعيشها الحزب وستدفع الثمن غاليا«. الفوضى التي عاشتها الكتلة البرلمانية للأرندي دفعت القائمين على الانتخابات لتأجيل العملية ورفع الأمر إلى قيادة الحزب حيث راح أغلبية النواب يطالبون بلقاء بالأمين العام بالنيابة عبد القادر بن صالح مهددين بالتصعيد في حال عدم تفهم قيادة الحزب لمطلبهم حيث جاء على لسان أحد النواب »أنه لا يعترف بأي شخص في هذا الحزب ما عدا بن صالح«. وفي المقابل، جاء في بيان رسمي موقع من قبل رئيس المجموعة البرلمانية ميلود شرفي أن سبب تأجيل الانتخابات هو كثرة المترشحين لمناصب المجلس الشعبي الوطني حيث أنه وبالنظر لأهمية هذا الموعد تقرّر تأجيل الموعد لفسح المجال لمزيد من التشاور بين أعضاء الكتلة البرلمانية.