زكّى أعضاء المجلس الوطني للتجمّع الوطني الديمقراطي، بالأغلبية الساحقة، عبد القادر بن صالح كأمين عام بالنيابة خلفا لأحمد أويحيى، وشكّل المجلس ''هيئة تقنية'' مهامها تحضير المؤتمر المقبل، من ثمانية أعضاء، أربعة من فريق ''التقويمية'' والعدد نفسه من الجناح المحسوب على أويحيى. لما دخل عبد القادر بن صالح القاعة التي جمعت أعضاء المجلس الوطني للتجمّع الوطني الديمقراطي، أمس، كان يحمل بين يديه خطابا ليلقيه كأمين عام بالنيابة. فبن صالح قبل بالترشّح لقيادة المرحلة بعد ضمانات بأنه الوحيد القادر على تحقيق إجماع كامل، وقد جرى انتخابه فور تقديمه للترشّح من قِبل وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، الذي أشرف على دورة المجلس، مرفوقا بوزير الشؤون الدينية، بو عبد الله غلام الله، (باعتبارهما الأكبر سنّا). وجرت دورة المجلس في هدوء تام، وفي الكواليس حاول المحسوبون على الفريقين إعطاء انطباع بأن لا خلافات بين التقويمية وأنصار أويحيى، فالقيادي شهاب صديق تحادث مطوّلا مع نورية حفصي، ثم عانق يحيى فيدوم عناقا حارا، وخلال مجريات الدورة لم يظهر أيّ أثر للقيادي عبد السلام بوشوارب، بينما شارك عبد الكريم حرشاوي في جميع خطوات تحضير الدورة، رفقة الطاهر بوزغوب وميلود شرفي. وتمّ تشكيل ''هيئة إدارية مؤقّتة''، وفق ما جرى وصفها، لتحضير المؤتمر، وشُكّلت من أربعة شخصيات من أنصار أحمد أويحيى، هم الطاهر بوزغوب، عبد الكريم حرشاوي وعلي رزقي وعبد القادر مالكي، وأربعة آخرين من التقويمية، هم يحيى فيدوم والطيب زيتوني وحمي لعروسي وبختي بلعيد. وخاطب عبد القادر بن صالح أعضاء المجلس الوطني، على مرحلتين، فخطابه الأول سمّاه ''خطاب العقل'' والثاني ''خطاب العاطفة''، وقال إن الحزب ''عرف وجود طرفين وإنني مرتاح لأنهما امتزجا''، ولفت يقول ''نحن ملزمون بقبول الحلول الوسطى، وكلّ ما ندعو إليه سيكون مؤقّتا''، وأوصى بن صالح أعضاء المجلس ومناضلي الحزب بعدم تصفية الحسابات في مواقع غير هياكل الحزب. وقد حيّى بن صالح، وكذلك محمد الشريف عباس، الأمين العام المستقيل أحمد أويحيى، فقال الأمين العام بالنيابة عن سلفه ''أحيّي، بكل صدق، كافة الجهود المخلصة للأخ أحمد أويحيى، الذي يستحق منا التقدير والعرفان في إيصال الحزب للمكانة الحالية''، وقد قابل أعضاء المجلس هذا الاعتراف بتصفيق حار.