ضمن منشورات السائحي صدر حديثا للإعلامي والكاتب الصحفي خليفة بن قارة مؤلف جديد بعنوان « أمة في المفترق» ، يقع الكتاب في 295 ص وتتصدره صورة كاريكاتورية لشخص يقبع عند أسفل إشارات مفترق الطرق. ويحمل خريطة حتى لا يضل طريقه وتحمل الصورة دلالات عديدة تلتقي عند الشحنات المعرفية التحليلية والقراءات المستفيضة للراهن الجزائري والعربي والعالمي لمختلف الظواهر التي رصدها الإذاعي البارز خليفة بن قارة والمهتم بتفاصيل المشهد السياسي والإجتماعي والثقافي في بلده الجزائر دون إغفال إطلالته على الحدث الكوني في تجلياته المتسارعة يوميا والتي تفرز حالات وتواترات في نسق العلاقات الدولية وبنية صناعة القرار الذي تحول إلى غرفة سوداء أكثر تعقيدا أمام المحددات والإخراجات التي تفرزها العلب السوداء للنظام العالمي والمحلي الجديد . ولعل أهم ما يميز الكتاب هو المقدمة التي كتبها الدكتور بشير مصيطفى كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالإستشراف و الإحصائيات ومما جاء فيها « قرأت كتاب أستاذ الجيل الكاتب الصحفي اللامع خليفة بن قارة الموسوم « أمة في مفترق الطرق « وهو عبارة عن فصول من رونق الكتابة في موضوعات جزائرية وعربية ، تجمع بين الحدث والتعليق والتحليل ، وهي العناصر الأساسية لكل مشروع فكرة يستهدف المساهمة في صناعة وعي واعد ، جميع موضوعات الكتاب تعني المواطن الجزائري مباشرة ليس لأنها ذات قيمة إلامية فقط بل لأنها تعكس واقعا تمتزج عنده المعاناة بالخلفية الثقافية للمؤلف أيضا « وأضاف الدكتور بشير مصيطفى « لقد استمتعت كثيرا بالأسلوب الراقي لكاتب الكتاب ولكن متعتي الأكبر كانت مع الصفحات 290 وما تضمنته من معلومات عن بعض الحراك الذي شهدته الجزائر مؤخرا وعها دول عربية تزينت بأزهار ما عرف بالتحول الديموقراطي ....» . وقسم الكتاب إلى خمسة فصول هي « الهرولة إلى البرلمان « ، « أجيال أرهقها المشعل «، « الدولة البدوية «،» كيف طوى الجزائريون خمسينيتهم «، «الهزات السياسية على القصور الرئاسية « واستطاع الكاتب الصحفي والإذاعي المتميز خليفة بن قارة بأسلوب سلسل ولغة أنيقة يأسرك قاموسها الثري بالمفردات والأدبيات السياسية الجديدة أن ينسج في مقالاته وعددها 62 مقالا خبايا المجتمع الجزائري والعربي والعالمي ويرصد يعين خبير وممارس للفعل الإعلامي الجاد والواعي مختلف القضايا الراهنة التي تمس تهدد المجتمع العربي، برؤية نقدية وعقلانية ، بكثير من التحليل والنقاش كظاهرة الإحتجاجات المفخخة ، الإصلاح الإنتحابات والسلوكات الانتخابية ، الهرولة إلى البرلمان ، ظاهرة الحرقة ، المعوقون ، ويطرح فيها أسئلة ضمنها مقالات « من يسعى إلى تفجير المجتمع « من يعمل على إنتاج الفوضى في الجزائر « ، « الأمن الثقافي حاجة أم ضرورة« ، الإتساخ اللغوي إلى أين « ، « بين إقرار في حق المواطن في الإعلام وممارسته الفعلية « ، « فرانسوا هولاند من الأولى بالإعتراف « « من يريد تدمير سوريا « وغيرها من مقالات تتناول تأثيرات الفساد الأخلاقي والمالي على المجتمعات ، كما توقف عند المشاكل التي تنهش جسد المجتمع العربي من خلال مقالات « الهزات العربية ومواويل الأنظمة « ، « المعمرون الجدد الذين هزموا العرب « «عندما ينحاز الحاكم إلى غير شعبه « ، ألفية سقوط الدولة الوطنية « ، « كنيست صهيوني أو كونغرس أمريكي « ، الغرب غير حلفائه فهل سيغير أعدائه ؟ « الإستقالة فن المستحيل عند العرب « . الأكيد أن كتاب « أمة في المفترق» للكاتب الإذاعي خليفة بن قارة إضافة نوعية ستثري إلى جانب كتاباته السابقة المكتبة الجامعية الجزائرية وطلبة الإعلام والعلوم السياسية لما تتضمنه من دروس في الكتابة الإعلامية والتحليل بفضل أسلوبه المباشر الموشح بلغة أدبية راقية ودافئة رغم روحها السياسية اللغة وبعيدا عن اللغة الإعلامية المباشرة.