رصد كتاب "عرب الهزيع الأول من الليل" للصحفي خليفة بن قارة مختلف القضايا الراهنة التي تمس بشكل مباشر المجتمع العربي، بنظرة نقدية، أثارها المؤلف بكثير من التحليل والنقاش وضّف من خلاله مختلف المشاكل والهموم المتفشية في المجتمع، كالفساد الأخلاقي والمالي، وتوقف على الصمت العربي الذي يشفر على السقوط، وتطرّق الكاتب إلى القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني، وهزائم العرب المتكررة بكثير من التفاصيل، وبالمقابل عمد بن قارة إلى تحليل علاقة الغرب بالدول العربية وهو الموضوع الذي أخد فصلا كاملا من الكتاب والذي عنونه ب " غرب يحاور بالحرب " ولم يغفل المؤلف عن موضوع الهجرة الغير شرعية، وتناول واقع الصحافة، وموقع اللغة العربية، وعلاقة الجزائر بمختلف الدول العربية الاخرى على غرار المغرب، ويعتبر الكتاب خلاصة تجربة المؤلف الإعلامية ومختلف مقالاته التي نشرها في الصحف الوطنية. واعتبر الاعلامي والكاتب محمد بغداد الكتاب على هامش اللقاء الذي نظمته الجاحظية نهاية الاسبوع الماضي لتقديم المؤلف، بمثابة وثيقة مهمة تتوارثها الأجيال القادمة، تتعرف من خلالها على كيفية تعاطي هذا الجيل من الاعلاميين والصحفيين مع قضايا ومشاكل مجتمعهم الراهنة، مضيفا أن الكتاب يعطي نفسية جيل بكامله بتطرقة إلى مواضيع حساسة تهمه باعتباره جزءا من المجتمع، وفي السياق دائما أثنى محمد بغداد على اعتماد المؤلف النقد البناء الذي يهدف بشكل أو بآخر إلى تجاوز تفاصيل المشكل الراهن إلى الأزمنة القادمة كتفكير عام والبحث على الحلول الناجعة للخروج من المشكل المطروح وتصليح ما حدث ويحدث. وفي إجابته عن سؤال ل " الجزائرالجديدة" حول ما يحيل إلى العنوان، قال خليفة بن قارة أن عنوان الكتاب استفزازي بالدرجة الأولى وهو يعكس حالة الركود والسكوت العربي أمام كل ما يحدث داخل مجتمعه وتكالب الغرب عليه، وهو ما يشبه حالة النوم الفكري والثقافي أو الهزيع الأول من الليل الذي يدفع بالدول العربية إلى الهاوية، ويزيد الغرب في بطشه وتجبره، ولكن الكتاب -يقول المؤلف- يحمل الكثير من التفاؤل بغد أجمل، وهو محاولة للم شمل المثقفين العرب والجزائريين على وجه الخصوص، خارج الحواجز الايديولوجية والسياسية. والمثير للانتباه في الكتاب هو الطريقة التي سردت فيها الاحداث وبراعة الكاتب اللغوية، إذ جاءت لغته اقرب إلى اللغة الروائية المشوقة والأسلوب السلس والممتع منها إلى اللغة الإعلامية المباشرة. الكتاب صدر عن منشورات السائحي، بدعم من وزارة الثقافة، ويقع بين 447 صفحة، قسم إلى سبعة فصول مع خاتمة ومقدمة، كان قد كتبها الروائي الراحل الطاهر وطار. صباح لشنيب