في أجواء سادتها الروح الوطنية أسدلت مكتبة ديدوش مراد للشباب الستار على الاحتفالية المخلدة للذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب، والتي تواصلت طيلة سنة كاملة من خلال برنامج ثري ومتنوع سطره المشرفون على هذا المرفق الهام، وكان الاختتام من خلال حفل بالتنسيق مع جمعية » سماح« للدار البيضاء التي نشط الشباب المنخرطين فيها هذا اللقاء وبحضور الأطفال وأوليائهم. تعالت أول أمس الأناشيد الوطنية مصحوبة بالزغاريد بمقر مكتبة ديدوش مراد للشباب التابعة لمؤسسة فنون وثقافة، في حقل بهيج معلنا نهاية سنة من الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب، حيث كان هذا الفضاء موعدا لاسترجاع الروح الوطنية والمبادئ الثورية التي انتزعت بواسطتها الجزائر حريتها من المستعمر الفرنسي، حيث أبدعت الفرقة الغنائية لجمعية»سماح« المشاركة في الحفل في أداء تلك الأناشيد الوطنية التي صفق لها الأطفال وأوليائهم كثيرا، وكذا العروض المسرحية والقراءات الشعرية التي قاموا بإلقائها. كما تضمن الحفل معرضا للصور والأشغال اليدوية المجسدة لمختلف المراحل التاريخية التي عايشتها الجزائر، والتي تفننت في تشكيلها حسب ما أكدته راضية شكيرد مسؤولة المكتبة المنشطات رفقة الأطفال، ومعرض صور لشهداء الثورة المجيدة بالتعاون مع منظمة أبناء الشهداء، بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات بريشة الرسامة الصغيرة الموهوبة أسماء مجكون. من جهتها أكدت رئيسة جمعية»سماح«أن مشاركتها ليست الأولى في مثل هذه التظاهرات التي تبرز للأجيال الجديدة تاريخ وطنها، مضيفة أن جمعيتها تعنى بمختلف شرائح المجتمع حيث تضم فرق متخصصة في أداء الأناشيد الوطنية والدينية على غرار تلك التي شاركت في هذا الحفل كما أنها ستقوم قريبا بفتح قاعة رياضة في الجمعية من خلال تجهيز فضاء لهذا النشاط والذي ستستفيد منه جميع الشرائح وتعكف المكتبة -تقول المسؤولة عنها- على استقبال أطفال من مختلف الأطوار حيث بلغ عددهم منذ تاريخ إنشائها سنة 2003 حوالي 763 منخرط، حيث توفر لهؤلاء نشاطات متنوعة وورشات في مختلف المجالات، وكذا مراجعة للدروس والمطالعة كما يتم مساعدتهم في إنجاز البحوث المدرسية، مؤكدة عن وجود برنامج خاص بالعطل لفائدة الأطفال المنخرطين وغير المنخرطين والذين يقصدونها من مختلف مناطق الوطن، للمشاركة في الورشات وكذا الأبواب المفتوحة التي يتم تنظيمها بالمناسبة. وتعمل المكتبة تقول راضية شكيرد، وفق برنامج محدد يتم تسطيره من طرف المشرفين عليها من خلال عدة ورشات منها الأشغال اليدوية، والرسم، والمطالعة والكتابة، وورشة في السرد، والفن البلاستيكي، وغيرها من الأعمال التي تسهر المنشطات على تلقينها للمنخرطين الذين يتزايد عددهم مع مرور الوقت، مضيفة أن الهدف منها هو خدمة الطفولة وانتشالها من الشارع وحمايتها من مختلف الآفات التي تهددها، ناهيك عن توفير سبل الترفيه والتثقيف.