تعرض العشرات من تجار سوق الجملة للخضر والفواكه بوهران، لخسائر معتبرة خلال فترة نشاط السوق الجديدة، حيث ترمى الأطنان من السلع في المزابل بسبب تراجع عدد الزبائن وانتشار التجارة الفوضوية. أكّد العديد من التجّار التابعين لإتحاد الجمعيات بوهران، في ندوة صحفية صباح أمس، أنّ خسائر معتبرة لحقت تجارتهم في السوق الجديد بالكرمة الذي لم يمض على إفتتاحه سنة، بعدما كان سابقا في حيّ البدر في المدينة وكان مقصد العديد من المتسوقين بالجملة والتجزئة، إلاّ أنّ وعود السلطات المحليّة للتجّار بعد ترحيلهم وهدم السوق القديمة، حيث لم يجد التجار الخدمات الضرورية مثل الإطعام وباقي وسائل الراحة، إذ أغلق المقهى الوحيد أبوابه بعد إفلاسه نتيجة تراجع عدد الزبائن. وخلف ذلك أيضا إتلاف الأطنان من الخضر والفواكه التي ترمى في المزابل بسبب نقص الطلب عليها، وتنامي التجارة الفوضوية على مستوى بلديات عين الترك وحاسي بونيف وشطيبو، أين يجول أصحاب الشاحنات القادمين من ولاية مستغانم، جالبين الخضر والفواكه من سوق الليل الذي يفتح 24 ساعة على 24 فيما يفتح سوق الجملة بالكرمة من الساعة الخامسة صباحا إلى غاية منتصف النهار، وترمى هذه الكميات المعتبرة من الخضر والفواكه في الوقت الذي يعاني فيه المستهلك من ارتفاع فاحش في الأسعار على مستوى أسواق التجزئة. وعلى خلاف الوعود بمحاربة الأسواق غير الشرعية والباعة المتجولين، ومنع دخول الشاحنات إلى المدينة نهارا ومراقبة فواتير السلع، فإن ما يحدث حسب التجار العكس، ما أدّى إلى تضررهم وتكبدهم خسائر معتبرة، كما حتّم على بعض منهم تغيير نشاطهم نتيجة هذه الأوضاع، مطالبين والي الولاية ووزير التجارة بالتدخل لتنظيم الحركة التجارية على مستوى عاصمة الغرب والولايات المجاورة، وضبط مواعيد التسويق وتوحيدها، وتوفير شروط التخزين والحفظ ومختلف الخدمات على مستوى السوق الجديدة. وحسب مشاريع تحديث الولاية التي سبق وأن كشف عنها الوالي فإنّ تجار المواد الغذائية سيتم تحويلهم هم كذلك نحو فضاء مجاور بالكرمة من أجل تنشيط الحركة التجارية، لكن بعد المسافة بنحو 5 كلم عن المدينة ونقص المرافق الضرورية لا يزال الاهتمام الشاغل للتجار والمتسوقين.