أعلن رشيد بن عيسى وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوم الخميس، أن فاتورة استيراد اللحوم بكل أنواعها قدرت مع نهاية شهر أوت المنصرم حوالي 100 مليون دولار، مشيرا إلى أن كميات استيراد اللحوم المجمدة تراجعت هذا العام بعد تحول المستوردين نحو اقتناء ما يزيد عن 23 ألف رأس من الأبقار لتسمينها وذبحها محليا وهو ما ساهم حسب الوزير في استقرار الأسعار خلال شهر رمضان، فيما أعلن أن أسعار أضاحي العيد هذا العام ستخضع لمسألة العرض والطلب وفي المقابل أكد مربو المواشي وفرة المنتوج هذا الموسم. أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية خلال اللقاء التشاوري حول شعبة اللحوم الحمراء والذي جمعه بممثلي المهنة والفاعلين في هذا الفرع من الإنتاج الحيواني اهتمام الدولة بتطوير ودعم ومرافقة مربي الحيوانات الموجهة لتزويد السوق باللحوم الحمراء. وفي هذا الإطار أعلن أن عملية تسليم مادة الشعير للمربين سيشرع فيها بداية من 15 سبتمبر الجاري وذلك بعد الشكاوى التي رفعت في هذا اللقاء. وهو ما لاحظه الوزير الذي قال من جهته أن القنطار الواحد من الشعير يباع مدعما من طرف الدولة ب 2500 دينار ليصل إلى المربي ما بين 3000 و3200 دينار، مؤكدا أن هذه الفوضى أثرت على أسعار اللحوم في السوق لغياب وسائل الضبطوكان الموعد فرصة أيضا لمربي المواشي لتبرئة ذمهم من التهم الموجهة إليهم بخصوص رفع أسعار اللحوم في السوق حيث أجمع الحاضرون في اللقاء على أن غلاء الأعلاف والمضاربين من الدخلاء على المهنة وكذا تواطؤ بعض المسئولين المحليين وعدم تنظيم القطاع تسبب في الرفع من الأسعار. وإذ أعربوا عن استعدادهم لتقديم مزيد من الجهود لتمكين المواطن من اقتناء هذه المادة بأسعار معقولة، فقد طالبوا بتدخل الدولة الصارم للحد من تدهور الوضع وهو ما دعا في شأنه بن عيسى إلى الإسراع في تنصيب المجلس الوطني لما بين المهن لفرع اللحوم الحمراء وذلك على غرار التنظيم المعمول به في باقي فروع الإنتاج الفلاحي و الحيواني. وفي سياق اللقاء التشاوري أكد المربون الوافدون من مختلف مناطق الوطن خصوصا السهبية منها أن الإنتاج الحيواني متوفر هذا العام هو ما أشار إليه وزير الفلاحة في تدخله عندما قال أن الإنتاج الوطني من المواشي تجاوز 24 مليون رأس في حين بلغ عدد رؤوس الأبقار 9,1 مليون و9,4 مليون رأس من الماعز و340 ألف رأس من الإبل إلى جانب 46 ألف رأس من الخيول. واعتبر بن عيسى أن الجهود التي تبذلها الدولة مكنت خلال السداسي الأول من العام الجاري من تقليص كمية استيراد اللحوم المجمدة لحساب اللحوم الطازجة حيث تم استيراد إلى غاية 28 أوت 2013 حوالي 23 ألف رأس من الأبقار من أجل التسمين وذبحها محليا وهو ما ساهم من جهة أخرى في استقرار نسبي في أسعار اللحوم الحمراء حسب تأكيد الوزير. وأعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية على هامش هذا اللقاء أن الفاتورة الإجمالية لاستيراد اللحوم بلغت إلى غاية نفس التاريخ 100 مليون دولار وهو ما يدفع حسبه إلى مزيد من التنظيم لإعطاء فاعلية أكبر للإنتاج المحلي. وبخصوص الأسعار المنتظر تطبيقها عشية عيد الأضحى المبارك أوضح أن الأسعار ستخضع لمبدأ العرض والطلب.