انطلق أمس بالعاصمة المالية باماكو، الاجتماع الوزاري حول تطبيق الإستراتيجية المدمجة للأمم المتحدة من أجل الساحل التي تشمل الأمن والحكامة والتنمية والبعد الإنساني، ويمثل الجزائر وزيرها للخارجية رمطان لعمامرة، ويتزامن هذا اللقاء الهام مع إعلان فرنسا تعزيز تواجدها العسكري في شمال مالي وإرسال نحو 150 جنديا إضافيا إلى مدينة كيدال التي كانت قبل أيام مسرحا لعملية اغتيال صحافيين فرنسيين. قال الناطق باسم وزارة الخارجية عمار بلاني أن الاجتماع الوزاري الذي احتضنته باماكو وخصص لمسألة تطبيق الإستراتيجية المدمجة للأمم المتحدة من أجل الساحل التي تشمل الأمن والحكامة والتنمية والبعد الإنساني، بمشاركة رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة، تناول بشكل خاص قضية »تحديد الأولويات الإقليمية في مجالات تطوير المنشآت القاعدية والحكامة والأمن ووضع آلية لتعزيز التنسيق وتعبئة الموارد لتمويل مشاريع المنشآت الكبرى في المنطقة«، وأضاف الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية قبيل بداية الأشغال أن الاجتماع سينشط من قبل رئيس مالي إبراهيم بوبكر كايتا والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة ورئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي ورئيس البنك الإفريقي للتنمية ورئيس البنك الإسلامي للتنمية والمفوض الأوروبي للتنمية وسيشهد حضور حوالي عشرين وزيرا إفريقيا للشؤون الخارجية. وتزامنا مع هذا الاجتماع الوزاري الذي يوصف بالهام جدا بالنسبة لمستقبل مالي، مع تعزيز فرنسا لتواجدها العسكري في شمال مالي، وأعلن أمس وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تحويل 150 جنديا فرنسيا من جنوبمالي إلى مدينة كيدال في شمال شرق البلاد عقب اغتيال الصحافيين الفرنسيين قبل أيام بهذه المدينة، ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن فابيوس قوله »صدرت تعليمات بأن يتوجه 150عسكريا من جنوبمالي إلى كيدال وهو ما حصل مساء أمس(الاثنين)«. وأعلنت باريس رسميا أول أمس الاثنين أنها ستعزز تواجدها العسكري في شمال مالي للتصدي للإرهاب بعد اغتيال اثنين من صحافييها في منطقة كيدال، وصرحت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقسام قائلة أن »فرنسا ستعزز بلا شك انتشارها العسكري في مالي«، وأضافت المسؤولة الفرنسية أن »قوات الأممالمتحدة لمساعدة مالي (مينوسما) والقوات المسلحة المالية أصبحت الآن منتشرة على الأرض«، وأوضحت أيضا بأن »فرنسا ما زال لديها قرابة ثلاثة آلاف جندي وسيتعين تعزيز هذا الانتشار من أجل التصدي للإرهاب«، وواصلت تقول أنه »لا يمكن في غضون بضعة أشهر تسوية وضع معقد إلى هذا الحد بخصوص تمركز الإرهاب في شمال مالي بشكل خاص«. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أكدت السبت الماضي مقتل صحفيين فرنسيين تابعين لإذاعة فرنسا الدولية في مدينة كيدال بشمال مالي وأكدت بأن الحكومة الفرنسية وبالتنسيق مع السلطات في مالي »ستبذل كل جهد ممكن لإلقاء الضوء على ملابسات مقتل الصحفيين في أقرب وقت ممكن«، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريح أدلى به أول أمس أن عمليات للتعرف على عدد من الأشخاص بدأت الأحد ولا تزال جارية الاثنين من أجل العثور على القتلة، وأضاف »في الوقت الراهن لسنا متأكدين من هوية من ارتكب تلك الجريمة« في حين نسبت باريس أمس العملية الإجرامية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وتعهد أول أمس الاثنين الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا ببذل كل الجهود من اجل العثور على قتلة الصحافيين الفرنسيين السبت الماضي في شمال مالي حيث تجري حاليا عمليات عسكرية بحثا عن المجرمين، وأعلن الرئيس المالي لدى استقباله لوفد من إدارة إذاعة فرنسا الدولية التي كان يعمل فيها الصحافيان، »سنبذل كل الجهود من اجل العثور على الجناة«. ولا تزال مناطق واسعة من شمال مالي تعيش حالة من فقدان الأمن، وذكرت شبكة »أيه بى سى« أمس أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم في شمال مالي عقب مرور حافلتهم على لغم أرضى في طريق يؤدى إلى بلدة »ميناكا«، وأضافت أنه لم يتم بعد الكشف عن هوية الضحايا الذين سقطوا جراء هذا الحادث الذي يعكس غياب الأمن في مالي، رغم نجاح القوات الفرنسية والإفريقية في تحرير شمال مالي منذ أشهر من سيطرة المجموعات »الجهادية«..