بعد رمضان استقبلنا شوال .. وهو شهر العمل أهم عبادة في الإسلام .. لكن بكل أسف انتقلنا من الجد الديني إلى الكسل الدنيوي عادة ما يطلق على المسلمين تسمية " أمة رمضان " أو " أمة الصيام " ، وذلك لتفرد المسلمين بهذه العبادة التي فضل الله أن تكون له من بين سائر عمل العباد. ورغم أن بعض الأمم السابقة كانت تصوم بنص القرآن الكريم رغم اختلاف كيفية الصيام، إلا أنه في الوقت الراهن فإن المسلمين وحدهم يتميزون عن غيرهم بهذه العبادة. لم أرغب في إثارة هذا الموضوع بعد " توديع شهر الصيام " ، لكن أرغب في الإشارة إلى أن غالبية المسلمين كانوا جادين فعلا في القيام بهذه العبادة الروحية مثلما التزموا أيضا بآداء فريضة الصلاة في الأوقات المحددة لها فضلا عن الصدقات والتضامن والتعاطف الذي ساد بين أفراد الأمة. غادرنا رمضان وحل بيننا شوال، والمفروض أن يواصل المسلمون جدهم واجتهادهم على طريقة رمضان الكريم، مع الفارق أنه خلال رمضان كان هناك التزام ديني روحي، ويفترض أن ننتقل من الإلتزام العبادات إلى الجد في العمل والمعاملات. والعمل هو عبادة بنصوص دينية عديدة ، وقد ورد فيه من النصوص ما لم يرد بخصوص الصيام ورمضان، وهو العبادة التي فشلنا فيها كمسلمين فشلا ذريعا ، بدليل أننا نتصدر ذيل الترتيب ضمن الأمم المختلفة. فلماذا يجد المسلمون ويجتهدون في العبادات الروحية مثل الصيام ويتحولون إلى كسالى شهر شوال، وهو شهر العبادة الدنيوية ؟ مثلما صح فينا الوصف أو التسمية " أمة الصيام "، فإنه يصح فينا اسم " أمة شوال " لكن يا للأسف أمة شوال ليست أمة العمل .. إنها أمة الكسل .. ويستحيل على أمة كسولة أن تحقق الوثبة الحضارية المنشودة .. فلا يوجد مفكر واحد في الحضارة والنهضة لا يربط النهضة والحضارة بالعمل .. منهم المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمة الله عليه، فلا نهضة حسبه بدون عمل وإيمان بقيمة العمل والهدف المنشود الذي نصبو إليه. أروني بالله عليكم من تقدم وتطور في أي مجال من مجالات الحياة بدون عمل.