أكد الكاتب والمحلل السياسي الجزائري فيصل مطاوي، أن هدف الرسالة التي بعث بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة احتفال المغرب بالذكرى 58 لاستقلال المغرب، تؤكد مرة أخرى أن العلاقات بين البلدين باقية، حيث رأى أن التلاسن الإعلامي بين البلدين الذي جرى مؤخرا على خلفية تباين وجهتي نظر البلدين حول مصير الصحراء الغربية لن يؤدي إلى قطع العلاقات بين البلدين. نفى الكاتب والمحلل السياسي الجزائري فيصل مطاوي في تصريحات خاصة ل »قدس برس« أن تكون هذه الرسالة أو غيرها من الرسائل المتبادلة بين قيادتي البلدين، دليلا على تجاوز الخلاف الرئيسي بين البلدين حول الصحراء الغربية، وقال: » الهدف الرئيسي لرسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة عيد الاستقلال، هو التأكيد على بقاء العلاقات بين البلدين على الرغم من الخلاف الأخير بين البلدين على خلفية تباين موقفي البلدين بشأن الصحراء الغربية، وهي خلافات ستبقى مستمرة. وأشار مطاوي إلى أن التلاسن الذي جرى مؤخرا في عدد من وسائل إعلام البلدين لا تعكس التوجه الغالب لدى الرأي العام في البلدين، الذي يقول بضرورة تجاوز الخلافات البينية من أجل مواجهة أخطار الإرهاب والصعوبات الاقتصادية المتزايدة. ورأى مطاوي أن الحديث عن تنافس جزائري مغربي لقيادة المنطقة غير دقيق، وقال: » لا أعتقد أن هناك أي تنافس بين البلدين على قيادة المنطقة، فكلاهما له قضايا داخلية تشغله عن التفكير في قيادة المنطقة، مضيفا أن » الجزائر تعيش سجالا سياسيا حاد هذه الأيام حول مستقبل البلاد بعد الانتخابات المقبلة، وهناك ظروف اقتصادية صعبة«، والأمر نفسه في المغرب الذي يعيش أزمة اقتصادية حقيقية، وبالتالي فكلاهما مشغول بتصريف مشاكله، ولا يسعى للمنافسة على قيادة المنطقة، على حد تعبيره. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد بعث ببرقية تهنئة إلى الملك محمد السادس بمناسبة احتفال المغرب بالذكرى الثامنة والخمسين لاستقلال بلاده، وجاء في برقية رئيس الجمهورية: » يطيب لي والمملكة المغربية تحتفل بالذكرى الثامنة والخمسين لاستقلالها أن أتوجه إليكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي بخالص التهاني راجيا من الله العلي القدير أن يرزقكم موفور الصحة والعافية ويحقق لشعبكم الشقيق المزيد من التقدم والرقي«، وأضاف: » إنها لمناسبة نستحضر فيها الصفحات المشرفة لتاريخنا المشترك وما بذله شعبانا من التضحيات الجسام إبان الكفاح من أجل انتزاع الحرية والكرامة«، وتابع: »وهي سانحة أغتنمها لأجدد لكم حرصي على صون علاقات الأخوة والتعاون العهيدة بين بلدينا وشعبينا وتوطيدها«، على حد تعبيره.