قال الباحث التونسي ومؤرخ الخط العربي محمد الصادق عبد اللطيف في مداخلة له في العاصمة أن الخط المغربي الذي يميزالمنطقة المغاربية ويعتبرإرثا ثقافيا كبيرا يختلف عن نظيره المشرقي بخصائص عدة وجمال فريد جعلت المشارقة يحسدوننا عليه.. واعتبرالباحث التونسي -على هامش محاضرة له بعنوان «خصائص الخط المغربي» ألقاها في إطارالملتقى المغاربي للخط المغربي الذي افتتح اول أمس بالمتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بقصرمصطفى باشا- أن المشارقة لما يدونون تاريخ الخط العربي «يتجاهلون» و»يتناسون» الخط المغربي. وأوضح المتحدث أن الخط المغربي - الذي يميزبلاد المغرب من وقت دخول الفاتحين إليها والذي طوره الخطاطون المغاربيون عن الخط الكوفي العراقي الأول- يشتهرخصوصا بكيفية كتابة الحروف وتوزيعها على اللوح وأيضا بالتنقيط حيث تنقط الفاء مثلا بنقطة من الأسفل والقاف بنقطة من الأعلى. وردا على بعض الأقوال من بعض المشارقة تدعوالمغاربيين للتخلي عن خطهم خصوصا في كتابة القرآن قال الباحث التونسي أن الخط «مثله مثل اللباس الذي يميزشعبا من الشعوب لا يمكن أبدا التنازل عنه» مضيفا «هؤلاء يحاولون افتكاك الثقافة المغاربية ونسبها لأنفسهم». ودعا السيد عبد اللطيف -الذي له عدة مؤلفات حول فن الخط في المغرب والجزائر وتونس والعراق- الحكومات المغاربية إلى الحفاظ على هذا الموروث والعمل على تقديمه ك»ثقافة حقيقية» وليس «مجرد فرجة». وعن الكتابة الجزائرية للخط المغربي قال الباحث التونسي أن الخطاطين الجزائريين في قسنطينة تأثروا كثيرا بالكتابة التونسية والتلمسانيين والوهرانيين بالكتابة المغربية ولكن هناك كتابة جزائرية خالصة متمركزة على رأيه في وسط الجزائرالعاصمة وما جاورها مازالت على بداوتها ولم تتأثر بتغيرات الزمن». وتستمرفعاليات الملتقى المغاربي للخط المغربي -الذي يقام تحت شعار»الخط المغربي بصمة مغاربية متفردة»- ليومين حيث يجمع باحثين في الخط المغربي من الجزائروتونس وليبيا والمغرب.