أكدت مصادر إعلامية روسية أمس أن الجزائر بصدد التفاوض حول صفقة أسلحة عسكرية روسية بقيمة 7 مليار دولار من أحل حماية حدودها البرية والجوية والتصدي للهجمات الإرهابية المحتملة على الحدود الجنوبية، ومن بين الأسلحة الجاري التفاوض بشأنها منظومة صواريخ »أس-400« التي تعدّ الأكثر تطورا في العالم متفوقة حتى على صواريخ الباتريوت الأمريكية وهو ما سيجعل الجيش الجزائري في حال حصوله على هذه الصواريخ يتمتع بأكبر قوة ردع في شمال إفريقيا والمنطقة العربية. حسب ما ذكرته صحيفة »نيزافيسيمويه فوينويه أوبوزرينيه« الروسية الأسبوعية، أمس فإن الجزائر تعتزم شراء أسلحة ومعدات عسكرية روسية، قد تكون من بينها منظومة صواريخ »اس-400« و»تور إم« للدفاع الجوى وقاذفات القنابل سوخوى -34 ومروحيات مى-28« ودبابات »تى-90 أس أم، وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن الحكومة الجزائرية ترغب أيضا في شراء طائرات التدريب القتالى »ياك-130« ومدرعات »ترميناتور« وصواريخ »باستيون« لخفر السواحل، وقالت إن قيمة الصفقة قد تصل إلى 7 مليارات دولار وأن الزيارة الأخيرة لنائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش قايد صالح إلى روسيا قبل أيام كانت بغرض التفاوض حول الصفقة والسعي لإتمامها. وتذهب الصحيفة نفسها إلى أن الجزائر تعتزم استخدام بعض ما تنوي استيراده من طائرات ومروحيات روسية، للتصدي للجماعات الإرهابية في جنوب البلاد. ومن وجهة نظر الخبراء العسكريين فإن هذه الصفقة في حال إتمامها وخاصة إذا نجحت الجزائر في الحصول على منظومة الصواريخ »أس 400 «، تكتسي أهمية إستراتيجية وستحقق نقلة وقفزة نوعية للجيش الجزائري في شمال إفريقيا والمنطقة العربية، وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل حاولت الضغط على روسيا لمنعها من بيع هذه الصواريخ لإيران، وتتميز هذه الصواريخ بقدرتها على تدمير كافة أنواع الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض وطائرات صغيرة الحجم دون طيار وحتى رؤوس مدمرة للصواريخ السائرة بالمسار البالستي بسرعة حتى 5000 متر في الثانية كما بإمكانها ضرب الأقمار الصناعية المحلقة بمسار منخفض، وليس بمقدور أي مجمع آخر متابعة مثل هذا المسار، وتعتبر منظومة »أس 400 « الأكثر تطورا في العالم وهي قادرة على التصدي لجميع أنواع الطائرات الحربية، بما فيه طائرة الشبح الشهيرة، كما تستطيع اعتراض الصواريخ المجنحة وتدميرها. ومعلوم أن المعهد الأمريكي »الدفاع الاستراتيجي والاستعلام« الكائن مقره بولاية ميرلاند صنّف في آخر تقرير له الجيش الوطني الشعبي على رأس جيوش شمال إفريقيا، منتزعا الصدارة لأول مرة في التاريخ من الجيش المصري. وأبرز التقرير الذي اهتم بمستقبل الصناعة الجزائرية في مجال الدفاع، أهمية التجهيزات العسكرية التي يتوفر عليها الجيش الوطني الشعبي، الذي انخرط في مسار العصرنة لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة بالمنطقة.