سمي ب »القاتل الصامت«، لكن يبدو أنه أصبح يقتل جهرا وعلانية.. إنه الاختناق بالغاز.. هذه الظاهرة التي عرفت منحى تصاعديا غير مسبوق خلال الآونة الأخيرة، حيث أن عائلات بأكملها قضت بسبب استنشاقها غاز ثاني أوكسيد الكربون، المنبعث من المدفئات، ورغم حملات التحسيس التي أطلقتها أكثر من جهة إلا أن الأرقام تؤكد أن الأمر يتعلق أكثر من مجرد توعية، لأن حالات كثيرة منها يرجح أنها استنشقت غازات منبعثة من مدفئات مغشوشة. لازالت المادة الحيوية الواسعة الاستعمال تصنع الحدث المأساوي يوميا لما تسببه من أضرار بليغة تصل في كثيرمن الأحيان حدّ الوفاة، وإن اختلفت أسباب التعامل بالغاز بين تهاون واللامبالاة المواطن من جهة، وسوء استغلالها من جهة ثانية، لكن تبقى استعمال معدات التدفئة غيرمطابقة للمعايير القانونية وراء حدوث مآسي عديدة. »صوت الأحرار«، قامت بجولة استطلاعية بعدد من محلات العاصمة، التي تشهد إقبالا واسعا من طرف المواطنين لاقتناء مختلف هذه الأجهزة سواء من حيث الكم أو النوع خاصة ونحن في فصل الشتاء، وهو ما وقفنا عليه من خلال تفقدنا لبعض محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية سواء محلي الصنع أو المستوردة. وبخصوص هذا أكد أحد الباعة أن المواطنين يقبلون على اقتناء أجهزة التسخين المنتجة محليا لأن ثمنها معقول مقارنة بتلك المستوردة، إضافة إلى توفرها على شهادة الضمان وهي الميزة لا تتوفر في المنتوجات المستوردة، والتي يتراوح سعرها بين 15 ألف و 25 ألف دينار، في حين يصل سعر المستوردة منها إلى 25 ألف إلى 40 ألف دج، وعن مصدر هذه المسخنات والمدفآت المستوردة، أكد محدثنا الباعة أن أغلبها منتوجات صينية، بالإضافة إلى تركيا، ايطاليا وإيران، مشيرا إلى أن المواطنون يقبلون على شراء هذه المسخنات حسب إمكانياتهم المادية. المواطنون الذين اقتربت منهم »صوت الأحرار«، فقد عبر جلهم خاصة بعد علمهم بفحوى موضوعنا عن تخوفهم من وجود أجهزة مغشوشة أو مقلدة كانت وراء أغلب الاختناقات بالغاز والتي تشهدها العديد من مناطق الوطن والتي راح ضحيتها أسر بأكملها خاصة وأن هؤلاء يجدون صعوبة في التفريق بين المقلد والمنتوج الأصلي نظرا للتطابق الكبير بينهما لحد الإتقان الذي تنتهجه بعض المصانع الأجنبية خاصة الصينية منها،على حد تعبير أحد المواطنين، حيث نصح بشراء المسخنات والمدفآت المنتجة محليا والتي تتوفر على شهادة الضمان لتفادي الوقوع ضحية الأجهزة المقلدة، مضيفا ليس بالضروري كل ماهو مستورد ذو نوعية وجودة. أما زوبير، الذي يفضل اقتناء أجهزة التسخين المصنوعة محليا، يحرص على تهوية المنزل تفاديا لوقوع أي مكروه، مؤكدا أنه لابد على كل واحد منا تفقد وسائل التدفئة وإصلاحها، إذا تضمنت خللا ما، وهو ما يجعلها في مأمن لصرف الغازات المحترقة، إضافة إلى التأكد من نظافة فتحات ومسربات الغاز.