تناشد العجوز »مرابط بختة« المدعوّة خالتي خيرة، السلطات الوصية ومنها بلدية الحراش الوقوف على معاناتها ومنحها سكنا اجتماعيا، يقيها فيما تبقّى من عمرها من الرطوبة والجرذان التي أضحت تقاسمها القبو الكائن فوق تراب البلدية، الذي منحه لها الجيران رأفة بها بعد أن أعاد زوجها الزواج مرّة ثانية وقام ببيع الشقة التي كانت تأويهما.. ما أصعب أن تجمع عجوز بلغت من العمر عتيّا ما بين هجران شريك العمر الذي أعاد الزواج بمن تصغرها سنّا وطردها من البيت العائلي قبل وفاته، وبين الفقر المدقع إذ لا معيل لها سوى صدقات الجيران، هي العجوز »مرابط بختة« 67 سنة، والقاطنة بقبو أسفل العمارة المتواجدة ب 1 نهج بوعلام معزة ببلدية الحرّاش، لم ترزق بأولاد يخففون عنها ثقل المعاناة التي جرّتها لاقتسام الجرذان، الحشرات، الرطوبة والروائح الكريهة المنبعثة من قبو يستخدمه سكان العمارة في رمي الخردة. سكّان العمارة، حسب تصريحات خالتي خيرة، يعمدون إلى إخراجها من القبو عشية كل عيد أضحى لاستخدامه كإسطبل للكباش، »هؤلاء لا ألومهم« تقول خالتي خيرة لكونهم انتشلوها من افتراش قطع »الكارطون« والتحاف السماء بين جنبات وأزقة الشارع، الذي كاد ما بين ليلة وضحاها أن يصبح مكانها الدّائم، بعد أن تحايل زوجها عليها قبل وفاته ببيعه الشقة التي كانت تأويهما، مع تراجعه عن فكرة تطليقها للتنصّل من قرار صادر عن المحكمة يجبره على ترك الشقة للزوجة، ليطردها إلى الشارع، تاركا إياها لمصير مجهول! جيران خالتي خيرة الذين دلّونا على مكانها، أكدوا لنا أن حالتها تشفّ بداخل قبو الإسطبل والخردة، كون المعنية مصابة بعدّة أمراض ناهيك عن أنّ المكان يفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، لا ماء، لا غاز ولا كهرباء، وضع اضطر العجوز للاستنجاد بالجيران حتّى في قضاء حاجتها كونها تقتسم في كلّ مرّة مع جار مرحاضه.. »لا أنكر أنّ جيراني وقفوا كثيرا معي« تضيف خالتي خيرة، هم الذين ساعدوها في الحصول على عمل كمنظفة بقصر المعارض، إلى أن أحيلت على التقاعد المسبق بمنحة ضئيلة، ولكن من شأنها أن تحفظ ماء وجهها، ليبقى مشكلها الوحيد سقفا يحميها من حرارة الصيف وتسرّب الأمطار خلال فصل الشتاء، هي التي مضى أكثر من 22 سنة على إيداعها ملف على مستوى بلدية الحرّاش، دون أن تلقى ردّا شافيا يعدّ بمثابة خيط نور في آخر النفق. المتضرّرة تعيش ظروفا بحقّ مزرية، هي عجوز لا أكتاف عريضة تملكها ولا أقارب ينتشلونها من الضياع، ليبقى أملها كبير في أن تقف السلطات المعنية وعلى رأسها بلدية الحراش على معاناتها عن قرب، هي التي تضع حصيرتها فجر كل يوم قبالة القبلة تدعو الله أن يلاقيها بمن يرحمها وأن يجد طلبها يدا بيضاء تخرجها من محنتها..ليبقى السؤال المطروح: هل سيلقى دعاء خالتي خيرة استجابة لدى من أودع الله فيهم الرحمة ؟.