كشف مسؤول رسمي أن تدخل الجيش الجزائري في موقعة تيقنتورين جنب وقوع كوارث كان من شأنها أن تمتد على مسافة 60 كلم، ومنع الإرهابيين من تحقيق مساعيهم للحصول على الفدية من الدول الأوروبية، معلنا عن أن إصلاح العطب الذي لحق بالمنشآت الغازية المتضررة كلّف الجزائر 2 مليار أورو. نقل الموقع الإلكتروني »كل شيء عن الجزائر«، أمس، على لسان مصدر وصفه ب»الرسمي«، أن الجزائر تكبدت خسائر كبيرة جراء الاعتداء الذي طال قاعدة الحياة بتيقنتورين مطلع السنة الماضية، فقد أكد المصدر خلال لقاء قال الموقع إنه »قد تم انتقاء المدعوين إليه بعناية شديدة وغالبيتهم أجانب«، أن الجزائر دفعت ثمنا غاليا غداة الاعتداء الإرهابي ليس على مستوى الخسائر البشرية فحسب بل على مستوى الخسائر المادية، معلنا عن صرف 2 مليار أورو لإصلاح العطب الذي لحق بالمنشآت الغازية المتضررة. وأورد الموقع الالكتروني تفاصيل قدمها المصدر الجزائري، أشار من خلالها إلى أن »هدف الإرهابيين كان التنقل رفقة الرهائن الأجانب غير المسلمين من تيقنتورين إلى منطقة الساحل بغرض مطالبة الحكومات الغربية بدفع فديات مقابل الإفراج عنهم«، وأن الجزائر لم يكن لها خيار آخر سوى تدخل الجيش الوطني الشعبي وتحرير الرهائن، على الرغم من انتقاد مسؤولين أجانب لهذا القرار، موضحا أن سرعة الجيش في التعامل »جنب الجزائر نسف الموقع برمته ما كان يقود إلى كوارث تمتد على مسافة 60 كلم«. واعتبر المسؤول الجزائري، تدخل الجيش الوطني الشعبي بالموقع »بمثابة رسالة للإرهابيين أن الجزائر لا تلعب ولا تتفاوض أبدا مع الإرهابيين«، وذهب لأبعد من ذلك حين أكد أن »الجزائر لو لم تتدخل بالشكل الذي اعتمدته للجأت حكومات الرهائن المحتجزين بعد 6 أشهر فقط إلى دفع الفديات إلى الإرهابيين تحت ضغط الرأي العام الغربي«، مضيفا أن التدخل السريع وتوقيف إرهابيين على قيد الحياة، »سمح بتوفير الكثير من المعلومات«، من بينها أن 3 فقط من المجموعة الإرهابية التي شنت الهجوم بعين أمناس كانوا جزائريين، تلقوا تدريبا بمنطقة دوما شرق بنغازي في ليبيا وتحصلوا على معلومات دقيقة حول الموقع الغازي بفضل سائق سابق بالمنشأة تم تسريحه قبل أشهر من الاعتداء . يذكر أن مجلة الجيش كانت قد عادت في عددها الأخير إلى موقعة تيقنتورين بالتفصيل، أثنت من خلاله على أداء الجيش الوطني الشعبي الذي قالت إنه وضع أمام »امتحان كبير« بالنظر إلى حجم الاعتداء الإرهابي وخطورته، مشددة على أن أفراد الجيش تصرفوا بمسؤولية واحترافية وحسم وسرعة، وأن الجيش »نفذ عملية عسكرية ناجحة بكل المقاييس وجنبّ الجزائر كارثة حقيقية«، وأضافت أن ذلك تم »دون أن يتفاوض مع الإرهابيين، ودون الخضوع للمساومة والابتزاز الذي قد يعرض الجزائر لضغوط أو تدخل أجنبي« .