أكد عمر فرحاتي أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد خيضر ببسكرة أن سرعة تدخل قوات الجيش الوطني الشعبي والتعامل باحترافية لتحرير الرهائن والقضاء على الإرهابيين الذين شنوا هجوما على القاعدة الغازية تيقنتورين بعين أمناس جنبت وقوع كارثة أمنية وإيكولوجية، حيث حقق أهدافه الكبرى، وهذا التدخل يبرهن مرة ثبات الموقف الجزائري فيما يتعلق بعدم التفاوض مع الإرهابيين أو دفع الفدية لهم. يرى الأستاذ عمر فرحاتي في تصريح ل »صوت الأحرار«، بأن الهجوم الإرهابي على القاعدة الغازية بعين أمناس بولاية إليزي، كان مخطط له منذ فترة، وهو يؤشر ل 3 عناصر أساسية، أولها أن الإرهاب لم يعد مرتبطا بدولة واحدة، وإنما أصبح عابرا للحدود والدول. قائلا إن »التنظيم الإرهابي« الذي هاجم القاعدة، كان متكونا من عناصر تنتمي إلى جنسيات مختلفة، عربية وأجنبية، وبالتالي الجهد الأساسي لمحاربته يحتم أن يكون دوليا ، والعنصر الثاني أن عدم الاستقرار في الدول المجاورة، خاصة في ليبيا ومالي والنيجر، هو أحد المصادر التي تقوي هذه العناصر الإرهابية، التي استغلت الوضع للتدريب، والتخطيط لجريمتها من خارج الحدود الجزائرية. أما العنصر الثالث حسب البروفيسور فرحاتي ، يتمثل في أن التدخل العسكري في شمال مالي، كان له انعكاس وارتباط مباشر بالعمل الإرهابي الذي استهدف الموقع الغازي بتقنتورين، مما استدعى التحرك السريع للقوات الخاصة الجزائرية، مضيفا أن سرعة تدخل الجيش، جنب وقوع كارثة أمنية وايكولوجية عظمى، وقد حققت الأهداف الكبرى، وأن هذا التدخل يبرهن ثبات الموقف الجزائري فيما يتعلق بالتعامل مع الإرهاب، والقائم على عدم التفاوض أو دفع الفدية، الذي ناضلت من أجله الجزائر وتقنينه على مستوى الأممالمتحدة ، والأمر الآخر أن الجيش اثبت جاهزية، واستقلالية قراره وسيادته، لأنه لم ينتظر الامتلاءات الغربية. وعلى الصعيد الدولي قال الدكتور فرحاتي، أنه يمكن التأكيد أن الدول الغربية في البداية عبرت عن استيائها من طريقة تعامل الجزائر مع الوضع، ثم تراجعت عن مواقفها، لأنها اقتنعت بان الجزائر أصابت في قرارها ، وبأنه لا جدوى من التفاوض مع الإرهابيين، ليعلن في الأخير مجلس الأمن إدانته لهذا الاعتداء الإرهابي.