كلف الاعتداء الإرهابي على المجمع الغازي »تيقنتورين« بإن أميناس ما لا يقل عن 2 مليار أور كخسائر مادية تكبدتها الجزائر لإصلاح الأعطاب التي لحقت بالمنشأة، وقد سمح التدخل السريع والحاسم للجيش الجزائري بتفادي كارثة تفجير المنشأة الذي كانت آثاره ستمتد على مسافة تفوق ال 60 كيلومتر، وتبين أن المجموعة الإرهابية المشكلة من خليط من الجنسيات تلقى عناصرها تدريبهم بمنطقة »دوما« شرق بنغازي في ليبيا. نقل الموقع الاليكتروني الإماراتي »إرم« عن مسؤول جزائري رسمي لم يسميه قوله أن عملية احتجاز الرهائن في المجمع الغازي »تيقنتورين« بإن أميناس بأقصى الجنوب الشرقي للبلاد، والتي كانت في جانفي من العام المنصرم، كلفت الجزائر الكثير ليس من الناحية البشرية فحسب وإنما من ناحية الخسائر المادية أيضا، حيث كلفها الاعتداء 2 مليار أورو لإصلاح العطب الذي لحق بالمنشآت الغازية المتضررة، مضيفا أن الهدف الذي وضعه تنظيم »الموقعون بالدماء« بزعامة مختار بلمختار المكنى بالأعور تمثل أساسا في نقل الرهائن الأجانب غير المسلمين من »تيقنتورين« إلى منطقة الساحل لاستعمالهم كرهائن ومطالبه الحكومات الغربية بدفع فديات مقابل الإفراج عنهم، وهو ما سيمكن التنظيم الإرهابي من تحصيل موارد مالية ضخمة تسمح له بإعادة هيكلة صفوفه والقيام وتجنيد عناصر جديدة وشراء السلاح والقيام مستقبلا بعمليات إرهابية أخرى. وعاد نفس المصدر إلى الانتقادات التي تعرضت لها الجزائر بعد تدخل القوات الخاصة للجيش الجزائري ومقتل37 رهينة والقضاء على عناصر المجموعة الإرهابية المعتدية، مؤكدا أن الجزائر »لم يكن لها خيار سوى الهجوم على الإرهابيين و تحرير الرهائن، خشية أن تنفذ المجموعة الإرهابية تهديداتها وتقوم بنسف الموقع برمته، ما كان سيقود إلى كوارث تمتد على مسافة 60 كلم أو أكثر« ، وحمل الهجوم القوي والسريع للجيش الجزائر رسالة واضحة للتنظيمات الإرهابية مفادها أن الجزائر لا تتفاوض مع الإرهابيين، كما حملت رسالة أخرى حتى لبعض الدول الغربية مفادها أن الجيش الجزائري يملك من القدرة القتالية ومن الكفاءة ما يسمح له بتنفيذ عمليات نوعية ودقيقة وحماية التراب الوطني من أي خطر مهما كان نوعه، وكشف نفس المصدر أن الإرهابيين الاثنين اللذان نجا في الهجوم العسكري لقوات التدخل الجزائرية، وفرا الكثير من المعلومات، منها أن الإرهابيين، ثلاثة منهم فقط كانوا جزائريين، تلقوا تدريبا بمنطقة دوما شرق بنغازي في ليبيا، و تحصلوا على معلومات دقيقة حول الموقع الغازي بفضل سائق سابق بالمنشأة تم تسريحه قبل أشهر من الاعتداء. للإشارة صرح وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي أول أمس الاثنين أنه من المتوقع أن يعود خط الإنتاج الثالث للعمل خلال بضعة أشهر لكنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى عن الجدول الزمني المعدل، وكانت منشاة »تيقنتورين« المكونة من ثلاثة خطوط إنتاج تضخ 20 مليون متر مكعب يوميا أي نحو ثلثي طاقتها الكاملة البالغة 30 مليون متر مكعب، مع العلم أن المحطة كانت تنتج 5,11 بالمائة من الغاز الطبيعي الجزائري قبل الهجوم الإرهابي.