هاجم رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران الجزائر بشكل غير مباشر واتهمها بمحاولة عرقلة المساعي التي تقوم بها الرباط لكسب نفوذ في منطقة الساحل وإفريقيا، وتكشف هذه الاتهامات صحة التحاليل التي تؤكد بأن توجه الدبلوماسية المغربية نحو القارة السمراء في المدة الأخيرة هدفه التضييق على الجزائر والاستثمار في القلاقل الأمنية التي تحاصرها من كل النواحي خصوصا من الجنوب. أكدت تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران القراءات والتحاليل التي أجمعت على أن الجولة التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس لعدد من الدول الإفريقية تندرج ضمن مسعى واضح للتضييق على الجزائر ومحاصرتها من ناحية الجنوب، وقال بنكيران »أن الكثيرين يحسدوننا على التميز الذي نعيشه«، وهي في إشارة واضحة للجزائر، حسب ما جاء في الموقع الاليكتروني المغربي »هسبريس« المعروف بتحامله على الجزائر وتصدره أبواق الدعاية المخزنية التي تستهدف الجزائر خصوصا خلال المرحلة الأخيرة. وواصل رئيس الحكومة المغربية مزاعمه قائلا، »هنالك من يحسد المغرب على هذا المتميز الخاص«، مضيفا: »أن هناك تضايق من هذا المسار التاريخي الذي يجمع المغرب بإفريقيا«، وبحسب تأويلات الموقع الاليكتروني المغربي، خاطب بنكيران الجزائريين قائلا:»لا يصح إلا الصحيح لأن العلاقات الإفريقية ستعود إلى نصابها«، مضيفا: »حبل الكذب قصير والمكر والخداع والنجاحات التي تبنى على الأموال، سوف تنتهي وسيعود المغرب ليحتل مكانته الطبيعة في قلوب الأفارقة لأنهم مرتبطون به ويقدرون جلالة الملك«، وبحسب بنكيران فإن المغرب يعتمد على أسلوب في التعاون مع إفريقيا »يؤخذ أشكالا أكثر واقعية وعملية وسيستمر رغم هذه التشويشات والتي قال إنها ملازمة لكل النجاحات وللعمل السياسي«، وواصل دعايته قائلا: »أن المغرب عنده مشاكل لكنه يتجاوزها ويحقق نجاحات وضعته اليوم كنموذج«، واعتبر بنكيران »أن للمغرب اليوم قناعة بضرورة احتلال دوره كدولة تشجع الدول والتعاون مع أشقائها الأفارقة«، معتبرا الاحتفالات المثيرة للانتباه التي رافقت زيارة جلالة الملك للدول الإفريقية والمصحوبة بالكثير من الاستثمار والتعاون المثمر والمنتج، ينتظر أن تساهم في نهوض المنطقة«. ويعتقد بنكيران أن ما أسماه بالأواصر التي تربط المغرب بهذه الدول الإفريقية التي زارها العاهل المغربي »تستعصي على فهم من طرف البعض الذي ينظر للحياة في شقها المادي«، وبحسب رئيس الحكومة المغربية فإن »ما يربط المغاربة بإفريقيا علاقات روحية ودينية وتاريخية وهو ما تجلى في استقبال الملك والدعاء له في صلوات الجمعة«، وكأن »أمير المؤمنين« كما يسمي نفسه حط الرحال بعدد من الأمصار التي ترتبط بملكه وبخلافته. وتأتي هذه التصريحات التي تتزامن مع أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الرباط وباريس، كمحاولة للتخفيف على المغاربة وإنقاذ الدبلوماسية المغربية التي تعاني الكثير بفعل سياسة المغرب في الأراضي الصحراوية المحتلة، وسجله الأسود في مجال حقوق الإنسان، وتوظيف بنكيران الذي يحسن النفاق السياسي لاتهام الجزائر بأنها تحرجت من الجولة التي قام بها العاهل المغربي لعدد من الدول الإفريقية على غرار مالي والكوت ديفوار وكينيا، يهدف إلى إيصال رسالة للمغاربة مفادها بأن المغرب بدأ يسترجع نفوذه الإفريقي الذي فقده منذ سنوات طويلة بفعل سياساته العدوانية والتوسعية اتجاه الجيران وبسبب احتلاله للصحراء الغربية التي أخذت مكانه في الاتحاد الإفريقي وتسببت في التضييق على دبلوماسية الرباط في القارة السمراء. وتتزامن هذه التصريحات مع مواصلة نظام المخزن حمالاته ضد الجزائر بطرق وأساليب مختلفة، كما أنها تشير صراحة إلى الخلفية التي تحرك الرباط في مسعاها الهادف إلى التضييق على الجزائر ومحاصرتها من ناحية الجنوب، وباستغلال مختلف القلاقل الأمنية التي تهدد الجزائر خصوصا من جهة مالي لإضعاف الجزائر، فلا شيء يبرر السعي المغربي نحو مالي وباقي دول الساحل إلا شيء واحد وهو ضرب أمن الجزائر واستقرارها واستقبال العاهل المغربي محمد السادس مؤخرا قيادي في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد هو أكبر دليل على هذه السياسية التي يزعم المغاربة من خلالها لدفاع عن وحدة مالي في حين تبذل مخابرات جلالته كل ما في وسعها من أجل خلق كيان ترقي أزوادي في شمال مالي يمكن توسيعه في المستقبل نحو الجنوب الجزائري.