شيء مفرح أن نسمع رئيس السلطة الفلسطينية يقول لا لإسرائيل وأمريكا، فقد نقل عن عباس قوله في خطاب ألقاه أمام اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح أنه قال زلا يمكن أن أقبل بيهودية دولة إسرائيل ولا يمكن أن أفكر بقبول ذلك بتاتا وقطعيا رغم الضغوط الكبيرة التي تمارس عليناس، وأضاف زلقد بلغت الآن من العمر 79 سنة ولن أتنازل عن حقوق شعبي ولن أخون شعبي وقضيتهس. يجب التأكيد على القول بأن هذا الكلام نقله بعض أعضاء المجلس الثوري لفتح، ولم نسمعه في خطاب علني أو في مؤتمر صحفي أو حتى في مقابلة مع وسيلة إعلامية، وهذا يثير بعض الشك في هدف عباس من هذا التصريح، لأنه يأتي كرد على الدعوة التي تلقاها من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال زأيها الرئيس عباس، اعترف بالدولة اليهودية... وقل للفلسطينيين أن يتخلوا عن وهم إغراق إسرائيل باللاجئينس. مثل هذه التصريحات قد تكون جزء من عملية إدارة المفاوضات، وقد يكون الهدف منها الحصول على بعض المكاسب من الأمريكيين، وهي في نفس الوقت موجهة للفلسطيينيين الذين يخشون من تقديم مزيد من التنازلات كما هو دأب السلطة. إذا تركنا وراءنا كل التنازلات السابقة، وكل التصريحات التي التزم فيها عباس بالتخلي عن حق العودة، وإذا بالغنا في التفاؤل، سنركز على قول عباس بأنه غير مستعد للتنازل عن حقوق شعبه وقد بلغ من العمر 79 سنة، ونستخلص أن القادة الفلسطينيين يصبحون أكثر صلابة عندما يتقدم بهم السن، ونذكر أن الراحل ياسر عرفات رفض التنازل لإسرائيل في أواخر حياته حتى دفع ثمن رفضه حياته. التعامل مع إسرائيل يفضي إلى قناعة راسخة وهي أن التنازل لن يؤدي إلا إلى مزيد من الضغط، والمطالب الإسرائيلية لا تنتهي أبدا إلا بإنهاء وجود الفلسطينيين وتهويد الأرض من النهر إلى البحر، وإذا كان عباس قد اقتنع أخيرا بهذه الحقيقة فمن المهم أن يحدث شعبه عنها بوضوح حتى تعرف الأجيال القادمة أي طريق يجب أن تسلكه لاستعادة الحق المغتصب.