تتحول الصيدليات خلال موسم الصيف الى ملجأ لبعض الشابات والشبان الباحثين عن الرشاقة، من خلال مشروبات»التيزانة « التي تساهم في التقليل من أوزانهم، رغبة منهم في الظهور بشكل مقبول، وسرعان ما تزول هذه الرغبة بمجرد انقضاء موسم الصيف ليتحول معها الجسم الرشيق إلى مطلب موسمي. أعاب الصيادلة الذين وقفت عندهم «المساء» الطريقة العشوائية التي ينطلق منها بعض الراغبين في إنقاص أوزانهم خلال موسم الصيف، باعتبار ان القوام الرشيق لا يتحقق بين ليلة وضحاها وإنما يرتبط بحمية غذائية تصاحب الفرد مدى الحياة، وهو ما جاء على لسان صيدلانية من الأبيار قالت ردا على سؤالنا حول الإقبال على اقتناء عقاقير التخسيس خلال الصيف، أنه من الخطاء البحث بالصيدليات بطريقة اعتباطية عن نوع معين من مشروب التيزانة بقاعدة طبيعية من الأعشاب، لمجرد أنه قد سمع عنه بالقنوات الفضائية أو عن طريق الانترنت هذا من جهة، ومن ناحية أخرى تقول محدثتنا أن الحصول على قوام رشيق لا يتحقق بمجرد شرب أي نوع من التيزانة، بل ينبغي اتباع نظام غذائي معين وممارسة الرياضة، غير أن الراغبين في الإنقاص من أوزانهم ينطلقون من فكرة مفادها الامتناع عن الأكل والإكثار من هذه المشروبات مما يؤدي في كثير من الأحيان الى نتائج غير صحية على غرار الإصابة بفقر الدم، الدوار، الصداع... من جهتها، قالت صيدلانية أخرى بساحة البريد المركزي ل «المساء»، أن الإقبال على التيزانة المخسسة يصبح كبيرا في الصيف، إلا أن ما لا يعرفه البعض هو أن التيزانة وان كانت مفيدة غير أنها لا تكفي بمفردها وتظل نتائجها ذات مفعول ضعيف، إذ يقع على عاتق كل راغب في الحصول على جسم رشيق أن يستشير طبيبا وحبذا لو يكون أخصائيا بالتغذية باعتبار ان هناك بعض المشربات والعقاقير قد تناسب البعض وقد لا تفيد البعض الآخر. إجماع الصيادلة حول عدم فعالية مشروبات التيزانة لإنقاص الأوزان في غياب نظام غذائي صحي مرفق بممارسة الرياضة، دفعنا الى طرح هذه الإشكالية على كريم مسوس أخصائي التغذية، الذي قال « هنالك خطأ شائع عند كل راغب في إنقاص وزنه وتحديدا في فصل الصيف، لأن الأغلبية لا ينطلقون من قناعة كاملة وإنما ينطلقون من تأثرهم ببعض الومضات الإشهارية لبعض المشروبات او نتيجة لاطلاعهم على نظام غذائي معين على شبكة الانترنت، بدليل ان من يلهثون وراء الرشاقة سرعان ما تزول رغبتهم بمجرد زوال السبب الذي من أجله قرروا إنقاص أوزانهم، أو لمجرد أن ذلك المشروب لم يأت بالنتيجة المطلوبة، لذا أقول أنه ينبغي على الراغبين في إنقاص أوزانهم أن تكون لديهم قناعة بأنفسهم أولا، وان لا يثقوا مطلقا في ما يتم عرضه بالفضائيات. بعدها ينبغي تسطير مجموعة من الأهداف الأخرى التي تعتمد، لعل أهمها أن يكون النظام الغذائي خاضعا لمعطيات علمية منها طول الفرد، عمره، وزنه وجنسه التي تحدد نوع النظام الغذائي الذي يناسبه وان كان يحتاج الى ان يدعم بمشرب التخسيس أو لا. وأعاب كذالك محدثنا على بعض الباحثين عن الرشاقة الموسمية حرصهم على المظهرية على حساب التغذية الصحية، حيث قال» من المفترض أن القاعدة المرجعية هي البحث عن أخصائي في التغذية لمناقشة جملة من النقاط بغية تحقيق النتيجة المرجوة التي ينبغي ان يكون فيها الحرص على التربية الغذائية الصحية، التي تغطي حاجات الفرد اليومية من معادن وفيتامينات أهم قاعدة، وان يبتعد عن فرض أنظمة غذائية غير صحية على نفسه متبوعة باحتساء بعض المشروبات التي شاعت عبر الفضائيات والتي عرفت إقبالا كبيرا، فضلا عن ان القوام الرشيق والصحي ينبغي أن يكون مطلب كل فرد على مدار السنة ومن الخطأ ربطه بموسم دون الآخر، لأن الحديث عن القوام الرشيق يعني الحديث عن الصحة.