يشهد ميترو الجزائر خلال هذه الأيام توافدا منقطع النظير من طرف المواطنين بالعاصمة، ويرجع ذلك إلى مجانية التنقل بهذه الوسيلة التي دخل العمال بها في إضراب مفتوح منذ الأربعاء الماضي، في خطوة من أجل تلبية مطالبهم التي تتعلق أساسا برفع الأجور، من جهتهم يستغل المواطنون الفرصة للتنقل فيه دون دفع تكاليف الرحلات رغم أنه يضمن النقل كل عشرة دقائق وهو ما حوله بسبب الاكتظاظ الكبير إلى وسيلة نقل مجانية. يستعمل عدد كبير من سكان العاصمة المترو في تنقلاتهم اليومية، حيث تشهد هذه الوسيلة توافدا كبيرا من طرف المسافرين سواء أولئك الذين تعودوا على استخدامه أو أولئك الذين لم يكن بإمكانهم دفع سعر التذكرة التي كانوا يروا أنها مرتفعة مقارنة بالحافلات، فالمتوجه إلى مترو الجزائر يلاحظ الأعداد البشرية الكبيرة في مختلف المحطات ومنذ الساعات الأولى للنهار في انتظار قدوم العربات التي ولحسن حظهم يستقلونها مجانا خلال هذه الأيام بسبب الإضراب الذي يقوم به عمال شركة »أر.أ. تي. بي الجزائر«. وبالرغم من أن حركة النقل على مترو الجزائر الرابط بين حي البدر وتافورة تشهد اضطرابا كبيرا حيث أن الشركة تقدم الحد الأدنى للخدمة أي أن العربات تنقل المسافرين كل عشرة دقائق إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من التوافد عليه خاصة الأولياء رفقة أطفالهم كون هؤلاء في عطلة، وفي هذا الإطار تقول » نسرين. م« أم لأربعة أطفال أنها استفادت كثيرا من هذا الإضراب الذي سمح لها من إمضاء عطلة أطفالها دون دفع تكاليف تنقلاتها، كما أن الفرصة كانت مواتية لتزامنه مع العطلة المدرسية لتقوم بزيارة مختلف الأماكن بالعاصمة خاصة حديقة التجارب التي كانت تقصدها كل مساء. وفي نفس السياق كشف »عبد الرحمان.ع« عامل بإحدى البنوك بالعاصمة أنه استطاع أن يوفر خلال هذه الفترة سعر التذكرة التي يرى دائما أنها مرتفعة مقارنة بمستوى الدخل في الجزائر، علما أنه يستقلها يوميا هروبا من الازدحام الذي تعرفه الطرقات وكذا الاكتظاظ الذي تشهده وسائل النقل الأخرى سواء كانت الحافلات أو سيارات الأجرة. وتحول المترو خلال هذا الإضراب إلى وسيلة نقل عمومية بسبب الاكتظاظ الكبير الذي يعرفه خاصة في فترات الذروة التي تشهد خروج العمال، حيث لم يعد هناك مكانا للوقوف بسبب الحشود التي تغتنم هذه الفترة من أجل التنقل به والوصول منازلها ومقرات عملها في أقصر مدة ممكنة، وهو الأمر الذي تأسفت له كثيرا إحدى السيدات التي تعودت على هذه الوسيلة المريحة والسريعة في نفس الوقت، حيث أكدت أن الإقبال الكبير على المترو منعها من استعماله كونها ترفض التواجد في تلك الوضعية التي تمنعها من أن تتنقل بأمان، مضيفة أن مختلف المحطات تشهد توقف تشغيل الدرج الميكانيكي وهو ما يصعب عليها الصعود بسبب مرضها. ويتواصل إضراب عمال شركة »أر.أ. تي. بي الجزائر« في مترو الجزائر لليوم السادس على التوالي مع ضمان أدنى من الخدمة من الساعة ال7 صباحا إلى الثامنة مساء لفائدة المسافرين، ويتم تنقل العربات كل 10 دقائق في حين تتم الرحلات مجانا في غياب القابضين والمراقبين، كما يسمح بالدخول إلى الأرصفة وهو ما يمكن أن يتسبب في خسائر مادية للمحطات. وكان عمال هذه الشركة قد دخلوا الخميس الماضي في إضراب مفتوح دعما لمطالبهم المتعلقة بالأجور، وحسب ما أكده في وقت سابق المندوب النقابي دبابي رضا فإن الهدف من هذا الإضراب هو المطالبة بحقوق العمال لا سيما فيما يخص المنح، بالإضافة إلى مطالب النقابة أيضا برفع الأجر القاعدي ومنحة القفة. ولم تتحرك المديرية من أجل بدأ مفاوضات مع المضربين الذين يرفضون العودة إلى أماكن عملهم قبل أن يتم تسوية وضعيتهم وتحقيق مطالبهم المشروعة على حد قولهم، وهو ما سيكبد حتما مؤسسة مترو الجزائر خسائر مادية كبيرة.