تهافتت العائلات العاصمية، منذ الساعات الأولى من صباح أمس، على محطات المترو لاكتشاف هذه الوسيلة الجديدة التي تدعم بها قطاع النقل بالعاصمة، حيث كانت آلات التصوير في الموعد لأخذ صور عن أول استعمال للمترو من طرف المواطنين الذين استغلوا يوم العطلة المدفوعة الآجر بمناسبة الفاتح من نوفمبر لنقل الأطفال لاكتشاف مزايا النقل بهذه الوسيلة التي اختصرت الكثير من الوقت بعد أن قطعت المسافة بين 10 محطات من ساحة تافورة بالبريد المركزي إلى حي البدر ببلدية القبة في أقل من 15 دقيقة، وهو ما استحسنه المسافرون الذين طالبوا بإعادة النظر في تسعيرة التذاكر المحددة ب50 دج وإيجاد صيغة للطلبة الجامعيين. الجميع كان في الموعد مع إطلاق خدمة النقل عبر المترو الذي طالما انتظره المواطن منذ أكثر من 30 سنة، حيث شهدت الشوارع الرئيسية لقلب العاصمة حركة غير عادية للمارة في أيام العطل بعد أن اكتظت مداخل محطة المترو بالمواطنين الذين تجمعوا أمام الألواح الإشهارية لخطوط النقل التي يضمنها للتعرف عليها قبل التوجه إلى المداخل الرئيسية، وقد أصر الأطفال على مرافقة عائلاتهم في رحلة الاكتشاف، في حين فضل القصر التنقل مع الأصدقاء بعد أن تقرر نقل القصر دون ال12 سنة مجانا، ليتحول ''الميترو'' في أول رحلة له إلى وسيلة للترفيه بعد أن رفض الأطفال النزول منه تحت أي ظرف فوجدناهم ينزلون ويصعدون ما بين المحطات ويكثرون من الأسئلة حول طريقة قيادته، من أين يأتي؟ وأين سيذهب؟ وفي تصريح لأحد الأطفال، أكد أنه ألح على والديه من أجل السماح له بالتنقل مع أبناء الجيران لاكتشاف المترو بعد أن تابع عملية تدشينه من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتلفيقة، أول أمس، في نشرة الأخبار، وعن رأيه في هذه الوسيلة، أكد أنها عصرية وتختصر الوقت، وهو نفس الطرح الذي أكده أحد الركاب الذي تعود على قضاء حوالي ساعة كاملة في تنقله من بلدية باش جراح إلى وسط العاصمة بسبب الاختناقات المرورية، مشيرا إلى أنه يكتشف اليوم وسيلة نقل ''تختصر المسافات والوقت''. وقد استقطب المترو في أول يوم له، بالإضافة إلى العائلات، العجزة والمعوقين الذين كانوا هم كذلك في الموعد، وكم كانت فرحتهم كبيرة عندما علموا أن نقلهم سيكون مجانيا بهذه الوسيلة العصرية ليبقي انشغالهم مرتبطا بعدم وجود وسيلة تساعدهم على استعمال المدرجات لبلوغ محطة الركوب، حيث يلزم المعوقين حركيا مساعدة من قبل الأعوان لإنزال كراسيهم المتحركة، أما فاقدو البصري فهم مجبرون على طلب يد المساعدة خاصة وأنهم يكتشفون المكان لأول مرة.ولم يتوان المسافرون في استغلال الموزعات الآلية للتذاكر وأخذ صور معها لتخليد الذكرى التي تزامنت مع احتفالات المخلد للذكري ال57 لاندلاع الثورة التحريرية، وبعين المكان، أكد لنا أحد المسافرين أن تنويع استعمال القطع النقدية من كل الفئات بالموزعات ابتداء من 5 دج إلى 100 دج أمر جد معقول ومستحسن، لكن يجب التفكير حاليا في صيغة للدفع خاصة بالطلبة الجامعيين كون السعر المطبق حاليا لا يساعدهم على اقتناء هذه الوسيلة في تنقلهم إلى المكتبة المركزية والجامعة المركزية. وخلال الزيارة الميدانية التي قادتنا، أمس، إلى محطة المترو بساحة البريد المركزي كان لنا لقاء مع السيد ''فليب'' إطار بالشركة الفرنسية المستقلة للنقل والمسيرة للمترو ''أر أي تي بي'' لمدة 8 سنوات القادمة، الذي أكد أن تسعيرة النقل محل نقاش مع وزارة النقل بغرض تخفيضها إلى 30 دج تماشيا ومدخول المواطن البسيط، مشيرا إلى أن الشركة ستسهر على ضمان السير الحسن للمترو مع تطبيق التجربة الفرنسية في مجال الصيانة والتقرب من المسافرين للتعرف أكثر على انشغالاتهم، وبخصوص المهام الرئيسية للشركة، أشار المسؤول إلى أن العمل سيرتكز على نقل التجربة للإطارات الجزائرية من خلال تكوين السائقين وأعوان التوجيه والاستقبال في مرحلة أولى ثم التقنيين المكلفين بالصيانة والمراقبة عن بعد، حيث يقضي الاتفاق المبرم بين وزارة النقل والمؤسسة ضرورة استغلال أحدث التقنيات في مجال المتابعة والتسيير. ''إيتوزا'' تضمن النقل لباقي البلديات من حي البدر من جهتها، جندت الشركة الوطنية للنقل الحضري وشبه الحضري ''ايتوزا'' أكثر من 10 حافلات لضمان نقل المسافرين من المحطة المركزية للمترو بحي البدر إلى عدة وجهات على غرار باش جراح، عين النعجة، بئر خادم، السبالة، براقي والقبة وذلك بغرض تقريب المسافات من المحطة، وهو ما استحسنه المواطنون الذين ودعوا المعاناة واحتكار سيارات الكلوندستان طيلة السنوات الفارطة حسبما أكده لنا أحد المسافرين الذي استغل يوم العطلة لاكتشاف مزايا النقل عبر المترو على أن تكون وسيلة نقله من وإلى منصب عمله، مشيرا إلى أن الرهان اليوم هو العمل على حماية هذا المعلم الذي أدخل قطاع النقل بالعاصمة مرحلة العصرنة والتطور، من جهته، أبدى أحد عمال شركة ''ايتوزا'' عن سعادته بركوب المترو لأول مرة، حيث استغل انتهاء فترة عمله الصباحية عبر الخطوط التي تضمن النقل من وإلى المحطة المركزية بحي البدر لاكتشاف أحدث وسيلة نقل تتدعم بها العاصمة بعد القطار الكهربائي. وبغرض تعريف وتوجيه المسافرين تم تخصيص مجموعة من الأعوان وهم شباب بطالون تم توظيفهم وتكوينهم حديثا، عبر كافة مداخل ومخارج المحطات العشر لمساعدة المسافرين على اقتناء التذاكر واستعمال المعابر الإلكترونية، وحسب تصريح عدد منهم فقد تم استعمال أحدث التقنيات في مجال المراقبة والتوجيه داخل عربات المترو وفي المحطات بغرض تحسيس المسافرين بضرورة احترام المسافات الأمنية والمحافظة على الممتلكات العامة. وفي إطار إعادة النظر في مخطط نقل العاصمة وفك الخناق عن الطرقات فتحت مؤسسة المترو حظيرة للسيارات بمحطة حي البدر لمساعدة العمال على ركن سياراتهم والتنقل عبرالمترو إلى مناصب عملهم، وهو ما يسمح بحل إشكالية ركن السيارات بالعاصمة والاختناق المروري بعد تسجيل دخول أكثر من مليون سيارة يوميا. آلات التصوير الرقمية والهواتف النقالة لتدشين المترو استغل جل المسافرين الذين دشنوا، أمس، المترو آلات التصوير الرقمية وهواتفهم النقالة لتخليد الذكرى، حيث تم أخذ صور وفيديوهات عديدة للمحطات وحتى عربات الميترو، حيث فضلت العائلات أخذ صور لأبنائها عند المعابر الأوتوماتيكة وعند الرصيف وحتى داخل العربات التي كانت مجهزة بأحدث وسائل الراحة من كراسي وأعمدة تساعد المسافر على الاستناد إليها خلال سير الميترو. وقد حدد ثمن تذكرة مترو الجزائر ب50 دينارا للرحلة الواحدة عبر كامل المحطات، في حين حدد ثمن عشر رحلات ب400 دينار، حيث سيكون بإمكان المسافر في هذه الحالة التنقل 10 مرات مستفيدا بذلك من خصم بنسبة 20 بالمائة، أما الاشتراك الأسبوعي فقد حدد ثمنه ب540 دينارا بمنح خصم نسبته 10 بالمائة بالنسبة للتذكرة الواحدة، حيث يمنح هذا الاشتراك عددا غير محدد من الرحلات خلال سبعة أيام متتالية، في حين قدر ثمن الاشتراك الشهري ب1820 دينارا بمنح خصم قيمته 30 بالمائة بالنسبة للتذكرة الواحدة ويمنح الاشتراك عددا غير محدد من الرحلات خلال ثلاثين (30) يوما متتابعة.