أنهت الجامعة العربية كل الترتيبات الخاصة بوفد الملاحظين الذي يحل بالجزائر غدا لمراقبة الانتخابات الرئاسية في الجزائر المزمع تنظيمها يوم 17 أفريل الجاري عنه برئاسة نائب الأمين العام للجامعة محمد صبيح الذي كشف عن الانتهاء من تنظيم دورات تدريبية للوفد، معلنا عن تنسيق مع الاتحاد الإفريقي في متابعة الاستحقاق الرئاسي. قال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن هذه الأخيرة تولي أهمية متميزة للاستحقاقات التي تجرى في الجزائر نظرا ل»مكانة ودور الجزائر« بالنسبة لترسيخ المسار الديمقراطي في الوطن العربي فضلا عن »الاستفادة«من الخبرة الجزائرية والتنظيم الجزائري في مثل هذه الاستحقاقات الهامة لترقية وتفعيل دور آلية الرقابة والملاحظة للجامعة »التي أصبحت تحظى بالمصداقية عربيا ودوليا«. وذكر نائب الأمين العام للجامعة بإشادة فرق ملاحظي الجامعة خلال الاستحقاقات السابقة بما توفره الجزائر من إمكانيات وتنظيم محكم وتقنيات حديثة لإدارة العمليات الانتخابية ومشاركة ملاحظين من مختلف الجنسيات، مؤكدا أن هذه العوامل تدفع الجامعة لإرسال أكبر عدد من الملاحظين على أعلى مستوى للاحتكاك و لاستفادة من هذا المناخ. وأوضح بن حلي أن أعضاء بعثة ملاحظي الجامعة للرئاسيات المقبلة في الجزائر تم اختيارهم على أساس عدد من المعطيات والمعايير سواء المستوى الرفيع أو الخبرة السابقة في مثل هذه الانتخابات أو درجة المعرفة والتكوين، مشيرا إلى أن أعضاء الفريق الذي يضم 121 ملاحظ أجروا دورات تدريبية على مستوى الجامعة وتم تزويدهم بملف كامل. ويتضمن هذا الملف كل الوثائق سواء المتعلقة بالانتخابات وكيفية تنظيمها أو بالقوانين الجزائرية ذات العلاقة وتشكيل الخارطة السياسية و المترشحين فضلا عن اطلاع أعضاء الوفد على بنود الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بين الجزائر والجامعة العربية مؤخرا باعتبارها الدليل الذي يحدد واجبات الملاحظ و أين تنتهي مهمته وكيف يكون أداؤه، إلى جانب الاستمارات اللازمة والمعايير الانتخابية الدولية المعتمدة لدى الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي. وفي نفس السياق، قال بن حلي أنه تحادث على هامش زيارة وفد اللجنة الإفريقية عالية المستوى الثلاثاء إلى الجامعة العربية مع رئيس الحكومة الجيبوتي السابق الذي سيرأس فريق ملاحظي الاتحاد الإفريقي للانتخابات الرئاسية في الجزائر حيث تم الاتفاق على أن يكون هناك »تعاون وتنسيق« بين فريقي الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية لملاحظة الانتخابات في الجزائر في إطار ما دأبت المنظمتان العمل به في السابق من تعاون وتنسيق في مثل هذه الأمور. وقال ذات المسؤول إن ما يهم الجامعة في آخر المطاف هو»أن تكون هذه الانتخابات شفافة وديمقراطية وتعبر عن الإرادة الحرة للشعب الجزائر كما عودنا دائما«، مضيفا أن »دروس مثل هذه المناسبات القومية« تزيد من تعزيز نشاط الجامعة العربية ومن إعطائها المصداقية في نظر المواطن العربي وهو ما تضعه الجامعة من ضمن أهدافها دائما. وبخصوص نظرة الجامعة المستقبلية لترقية جهاز ملاحظة الانتخابات باعتباره جزء هام من ترقية المسار الديمقراطي في العالم العربي، قال بن حلي أن هذا الأمر هو في صميم مشروع تطوير الجامعة العربية وهو مطروح بالخصوص على فريق عمل البعد الشعبي للجامعة العربية« الذي تترأسه الجزائر. وأشار بن حلي في هذا الصدد إلى أن من ضمن التوصيات التي توصلت إليها الفرق الأربعة لتطوير الجامعة العربية هو التأكيد على تفعيل دور ملاحظة الانتخابات من خلال إيجاد آلية تكون قادرة على الاستجابة لهذه الاستحقاقات وفي المستوى المطلوب، وأوضح أن السؤال المطروح على مستوى الجامعة الآن هو »كيف نخلق جهازا مهنيا لمراقبة الانتخابات يكون على أعلى مستوى وبقدرات بشرية وإمكانيات مادية كبيرة« ولهذا كان طرح الجزائر خلال المناقشات ، في إطار فريق تطوير البعد الشعبي للجامعة، هو إنشاء صندوق خاص لتمويل الانتخابات وفرق العمل، مضيفا أن الجانب الآخر من الاهتمام ينصب في التفكير في كيفية قيام الجامعة فضلا عن دورها في ملاحظة العمليات الانتخابية بدور مساعدة الدول الأعضاء على الإعداد لتنظيم الانتخابات قبل إجرائها لاسيما بالنسبة لتلك التي تفتقر إلى الإمكانيات الكافية والخبرة الفنية والتنظيمية، مؤكدا أنه تم مؤخرا إرسال بعثة للتدرب على هذه العملية في أوروبا تحسبا للشروع في العمل بها مستقبلا.