صحيح أن شعبية عبد العزيز بوتفليقة في أوساط الجزائريين وانجازاته المحققة في العهدات الثلاث المنقضية ورصيده السياسي والنضالي كل ذلك جعله يحظى بثقة الناخبين لعهدة رابعة، كما لا اختلاف أيضا في أن فوز بوتفليقة أمس صنعه رجال منهم من كان في الصفوف الأولى لحشد الدعم والتأييد للرئيس المترشح على غرار عبد المالك سلال، عمار سعداني، محمد العربي ولد خليفة، عبد القادر بن صالح، أحمد أويحيى، عبد العزيز بلخادم، عمار غول وعمارة بن يونس وغيرهم من المناضلين في صفوف الأحزاب الموالية وفي مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني الذي ساهم قياديوه ومناضلوه بفعالية كبيرة في صنع هذا الفوز العريض للرئيس بوتفليقة. فوز عبد العزيز بوتفليقة أمس، بغالبية أصوات الناخبين في خامس استحقاق رئاسي تعددي تحقق بدون شك بفضل الشعبية التي يتمتع بها بوتفليقة في أوساط الجزائريين، فالرجل يعرف بصانع السلم والمصالحة الوطنية لأنه أعاد الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، تماما كما أعاد الأمل إلى نفوس الشباب الذين استعادوا أحلامهم وطموحاتهم بعد عشرية من العنف والدمار كادت تقضي على الأخضر واليابس. شعبية بوتفليقة وانجازاته وبرنامجه الطموح لم تكن العامل الوحيد الذي صنع الفوز في انتخابات أمس من وجهة نظر المتتبعين لسير العملية الانتخابية، وإنما ساهم فيه من يصطلح على تسميتهم »رجال الميدان « الذين تحركوا في كل الإتجاهات وفي كل زمان لإيصال رسالة بوتفليقة، فنجد مدير حملة بوتفليقة عبد المالك سلال الذي كان محل ثقة المترشح عبد العزيز بوتفليقة، الذي قام بالإشراف على حملة الرئيس من بدايتها إلى نهايتها وتنظيمها المحكم والتي ككلت بنجاح بوتفليقة في أخذه زمام الأمور في البلاد ومواجهة رهانات العهدة الرابعة، كما كان يشرف خطوة بخطوة على كل صغيرة وكبيرة في الحملة الانتخابية بنفسه حتى أدق التفاصيل، مما ساهم في تحقيق فوز المترشح فقد كان مخطط الحملة الانتخابية لبوتفليقة في انتخابات 2004 و2009 ونجح في 2014 في رسم حملة انتخابية عصرية للمترشح. لقد قام بعدة مهرجانات وتجمعات شعبية في أكثر من 20 ولاية، دافع خلالها سلال عن انجازات بوتفليقة خلال عهداته المنقضية وقدم أهم المحاور التي يرتكز عليه برنامج الرئيس خلال العهدة المقبلة، كما لم تثنيه التصرفات الطائشة وغير المسؤولة التي استهدفت بعض التجمعات في 21 يوم من الحملة، عن مواصلة مشواره في إيصال رسالة الرئيس والدفاع عن الإستمرارية في بناء جزائر العزة والكرامة. وإلى جانب رجال بوتفليقة الذين كانوا حاضرين بقوة في الميدان، نجد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، الذي خاض حملة انتخابية واسعة جاب لصالح بوتفليقة وكثف من تحركاته ونشاطه مع اقتراب ونهاية الحملة وجاب خلالها البلاد من أقصاها إلى أقصاها لحشد الدعم والتأييد للمترشح وتحسيس المواطنين بضرورة الذهاب إلى صناديق الاقتراع بقوة للتعبير عن خيارهم، كما وضع سعداني هياكل الحزب ومقراته وإمكانياته تحت تصرف المترشح في الاستحقاق الرئاسي، والتي ساهمت بشكل كبير في صنع الفوز العريض للرئيس منذ إعلانه عن مساندته في الإنتخابات، وقام بحشد الصفوف وشحذ الهمم في تنشيط الحملة في الكثير من التجمعات الشعبية والمهرجانات في كل جهات الوطن، قام سعداني من خلالها بالدفاع وباستماتة عن انجازات بوتفليقة والسهر طيلة الحملة الإنتخابية على عرض وشرح برامج الرئيس التي يراهن عليها خلال العهدة المقبلة. كما نجح كل محمد العربي ولد خليفة، عبد القادر بن صالح، أحمد أويحيى، عبد العزيز بلخادم، الذين أعلنوا عن مساندتهم لترشح بوتفليقة في وضع إستراتيجية انتخابية بعد اجتماعات ماراطونية، وخاضوا معركة التحسيس للتسجيل في القوائم الانتخابية ثم الدعوة إلى التصويت لصالح بوتفليقة في حملة هي الأقوى من نوعها، ولم يختلف الدور الذي قام به هؤلاء كثيرا عن ذلك الذي قام به الثنائي عمار غول وعمارة بن يونس فقد طاف بالقرى والمداشر والبلديات والدوائر وفي خارج الوطن لتنشيط الحملة الانتخابية وحشد الدعم للمترشح.