اختار الوزير الأول،عبد المالك سلال، عاصمة الغرب،وهران، ليعلن بشكل رسمي عن ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، قطع بها الشك باليقين، وصدحت بها الحناجر التي نادت، بل ضغطت على الرئيس للترشح، في وقت لم يفاجئ الخبر المعارضة. واعترف سلال : "بعد زيارتي ل 46 ولاية ومع إلحاح كافة المواطنين الذين التقيناهم على ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، أؤكد لكم رسميا أن الرئيس سيعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة". رغم قوله سابقا أن زياراته للولايات لم تكن من أجل حملة إنتخابية، بل للاطلاع على البرامج التنموية. ألبس الوزير الأول عبد المالك سلال، ثوب العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة عشية انتهاء آجال الترشيحات، بعد حالة من الغموض والتصريحات غير المسبوقة التي لم تعرفها البلاد منذ الاستقلال. ووسط تباين في الرؤى بشأن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، ليزيل سلال بذلك حالة "السوسبانس" ويكون ساعد الرئيس الأيمن، للمرة الثالثة على التوالي بعد أن رافقه في العهدتين السابقتين في 2004 و2009، ليستكمل مساندته للعهدة الرابعة، خصوصا وأن المعطيات تشير أن سلال سيكون مدير الحملة الانتخابية، وسيتخلى عن حقيبة الوزارة الأولى لصالح،وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي حسب الأنباء التي تناقلت أمس. وبدا واضحا أن الوزير الأول حسم الأمر، وأزال الغموض عن الاستحقاق القادم. قبيل الإعلان الشخصي الذي سيكون خلال اليومين القادمين على أقل تقدير. فالرئيس سحب استمارة الترشح أمس على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية حسب بيان رئاسة الجمهورية و أودع رسالة نية الترشح. تصريح سلال الذي جاء لجس نبض قبل الإعلان الرسمي أراح المؤيدين، الذين دافعوا عن العهدة الرابعة، باستماتة في مقدمتهم الأمين العام للافلان عمار سعداني، وحزبا تاج، و الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، وأنصار بوتفليقة، الذين تنفسوا الصعداء، وثبتت أطروحتهم ودعواتهم المتكررة. كما لم يفاجئ الخبر أحزاب المعارضة، التي فضل أغلبها خيار المقاطعة كحركة حمس والنهضة، وجبهة العدالة والتنمية، وحتما ستسحب شخصيات نفسها من سباق الرئاسيات، بعد إعلان بوتفليقة عن نيته في الترشح، كرئيس حزب الجيل الجديد،جيلالي سفيان، وستحتم على "الأفافاس" أن يحدد موقفه من الاستحقاق القادم. وبدون شك أن المترشح الحر للرئاسيات، ورئيس الحكومة الأسبق،علي بن فليس، أمام وضع لا يحسد عليه، أمام سيناريو 2004 الذي سيعيد نفسه، يوم التقى الرجلان وجها لوجه، وانتهت بفوز الرئيس بوتفليقة وانسحاب علي بن فليس. لكن الحديث اليوم تعدى مرحلة ترشح بوتفليقة، ولو أنه ترشح بالوكالة لكن السؤال من سيكون نائب الرئيس؟.