يوقع الكاتب محمد الأخضر عبد القادر السائحي، مؤلفه المعنون ب» الشاعر أبو بكر مصطفى بن رحمون- حياته ? ديوانه« بمكتبة الإجتهاد بحسين داي بالعاصمة، والذي جاء الكتاب في طبعة مصححة ومراجعة، والذي تناول خلاله الكاتب شخصية الشاعر مسلطا الضوء على الكثير من الجوانب المتعلقة بشخصه. جاء الكتاب في طبعة أنيقة عن منشورات »السائحي«، تتناول حياة وديوان الشاعر أبو بكر مصطفى بن رحمون ، المولود عام ,1921 بقرية »ليانة« »زريبة الواد« دائرة سيدي عقبة بالزاب الشرقي. حفظ القرآن في قريته وتعلم مبادئ اللغة العربية والفقه على الشيخ محمد الصغير مصمودي.سافر إلى قسنطينة سنة ,1936 لينضم إلى تلامذة الشيخ عبد الحميد بن باديس في الجامع الأخضر طالبا مزيدا من التكوين الديني واللغوي. إلتحق بمدينة وهران ,1940 مُلبيا دعوة قريبه خاله وابن بلدته الشيخ الصحفي محمد السعيد الزاهري ليشغل معه في جريدة» الوفاق« فكان يكتب بها المقالات السياسية والأدبية دفاعا عن الجزائر العربية المسلمة مدة عام، ثم رجع إلى مدينة بسكرة عام ,1941 حيث اشتغل بتعليم أبناء قريته »فلياش« القرآن الكريم وقواعد اللغة العربية والفقه الإسلامي، إلى أن اندلعت ثورة 1954 المجيدة فانتقل إلى قرية »عين زعطوط «بدائرة »عين التوتة «بالأوراس ليمارس مهنة التعليم في مدرسة شعبية حرة. كما التحق سنة 1944 بالعاصمة ، مدعما صفوف مدرسة الشبيبة الإسلامية ، ونشر عدة قصائد في جريدة الإصلاح. رجع إلى مدينة بسكرة بعد الإستقلال وقد ظهر عليه سلوك التصوف بشكل مسرف، وقد نُشرت للشاعر معظم قصائد ديوانه في المجلات العربية كمجلة» الأزهر« المصرية و»الثريا «التونسية و»الأديب« اللبنانية وفي أسبوعيتي » البصائر« الجزائرية و»الأسبوع «التونسية. استطاع الأديب بن رحمون أن يقرض الشعر منذ نعومة اظافره وقد جاءت جميع إبداعاته الشعرية مرآة عاكسة للثقافة التي تلقاه والتي تعتمد على القرآن والسنة، والثقافة العربية الإسلامية وأفكار المدرسة الإصلاحية ، فقد نظم في الإسلاميات والوطنيات والتربويات...فإحتضنته كبريات الصحف والمجالات العربية. في سنة 1980صدر للشاعر ديوان شعري عن الشركة »الوطنية للنشر والتوزيع« ضمن سلسلة شعراء الجزائر، إلا أن هذا الديوان يقول ?الكاتب ?» للأسف الشديد صدر مجهول الهوية فلم يعرف بصاحبه ولم يقدم له مع كثرة الأخطاء في الأبيات والكلمات مما أخل بمحتوى وأوزان القصائد الخمسة والأربعين التي نشرت بالديوان مع العلم أن هذا الديوان أودعه صاحبه لدى شركة النشر منذ 1974 ولم يرى النور الا سنة 1980«.وأضاف في الكتاب أيضا »وتصويرا لهذه الفاجعة الثقافية المؤلمة كتب الأستاذ النذير مصمودي مقالا بجريدة» النصر «عنوانه »ديوان شعر ومأساة شاعر« وذلك في عدد 2712 بتاريخ أكتوبر ,1980 وللتاريخ، إن الفضل في إعداد ديوانه للطباعة يعود إلى السيد وحيد طهرواي الذي كتبه على الآلة الراقنة «. إبداعات الشاعر متميزة كتب خلال الحقبة الاستعمارية حيث صور الحالة والأوضاع كما فجر قريحته الشعرية منشدة شماتة في العدو الفرنسي بعد الاستقلال الذي خرج يجر أذيال الخيبة والعار مذموما مدحورا.كما للشاعر ولع كبير وشديد للحرف العربي حبه لا يوصف عمل على غرس مبادئ الوطنية وحب الوطن في نفوس الناشئة فأنشأ لهم العديد من الأناشيد الوطنية التي كان يرددها الشباب والأطفال منها نشيد » بلادي« الذي قامت بتلحينه وأدائه وتسجيله وتوزيعه فرقة » أنغام الزيبان «بسكرة سنة .1996 كما حمل الكتاب قصائد الشاعر وآثاره الضخمة والثرية ، مبديا حسرته أن الشاعر له عدة مؤلفات غير أنها تعتبر من المؤلفات المفقودة بسبب عبث بها عوادي الزمن ناهيك عن مكتبة الشيخ ابن رحمون الغنية بأنفس الكتب والنوادر ولكن يقول بعد أن لعبت بها أيدي العبث فلم تُبق منها ولم تذر مما يشكل نكسة في تاريخنا الثقافي تضاف إلى جملة المآسي التي لحقت وتلحق من الحين لآخر بكنوزنا وتراثنا الثري. للتذكير، سيلتقي الكاتب محمد الأخضر عبد القادر السائحي، جمهور الثقافة والكلمة النبيلة يوم السبت 24 ماي بمكتبة مولود فرعون بحسين داي بالعاصمة ابتداء من الساعة الثانية زوالا.