كشفت تقارير الدرك الوطني في مجال جنوح الأحداث واقعا ينذر بواقع مأساوي يتخبط تحت ثقله القصر، بتورطهم إناثا وذكورا، في أعمال عنف كثيرة عبر ولايات الوطن، تتصدّرها على وجه الخصوص السرقة، يليها الضرب والجرح والعمدي ثم التحطيم والتخريب، ليبقى تحريض القصر على الفسق والدعارة من أكبر قضايا العنف التي سجلتها المصالح ضد الأحداث. في إطار نشاط وحدات الدرك الوطني في مجال الوقاية وحماية الأحداث من الانحراف، أفادتنا تقارير الجهاز عبر ولايات الوطن توقيف قصّر، من بينهم إناثا أوقفن حتى بالولايات الدّاخلية والريفية، ارتكبوا جرائم على شاكلة الكبار، منها الضرب والجرح العمدي، السرقة، الهجرة غير الشرعية، تكوين جمعية أشرار، المخدرات، التحطيم والتخريب، التهريب وانتهاك حرمة منزل، الحرق، القتل العمدي وغير العمدي، تزوير النقود، الاغتصاب، التهديد، السبّ، النصب ومحاولة النصب، إخفاء أشياء مسروقة، الدعارة، العنف، إغراء على الطريق العمومي، تزوير الوثائق الإدارية، زنا المحارم، خيانة الأمانة ومخالفات أخرى. قضايا العنف ضد الأحداث المسجلة من قبل وحدات الدرك الوطني، تباينت ما بين الضرب والجرح العمدي، السرقة، الاغتصاب، جمعية أشرار، زنا المحارم، القتل العمدي والتحريض على الفسق والدعارة، أكد التقرير بشأنها أنّ تحريض القصّر على الفسق والدّعارة كان أكبر قضايا العنف التي سجلت ضد الأحداث سنة .2012 وبخصوص التكفل بهؤلاء القصّر فقد ساهم نشاط وحدات الدرك الوطني في مجال وقاية الأحداث والتكفل بهم في إعادة إدماج القصر في وسطهم العائلي، وتوجيه المدمنين نحو المراكز الإستشفائية والعلاج النفساني للقصر في حالة ضرر والذين ارتكبوا جنحا، كما تمّ وضعهم تحت المراقبة والرعاية الصحية والنفسانية. يذكر أن مختلف وحدات الدرك الوطني نظّمت على مدار السنوات الماضية أياما تحسيسية حول الآفات الاجتماعية على مستوى المؤسسات ومراكز التكوين المهني على مستوى ولايات الوسط والشرق والغرب، وكذا اللقاءات بالوسط المدرسي والوقاية والتحسيس طيلة موسم الاصطياف، فضلا عن التنسيق مع جمعيات أولياء التلاميذ بالعديد من الولايات من خلال أيام مفتوحة للحوار مابين الدركيين وأولياء التلاميذ فيما يخص الآفات الاجتماعية التي قد تمس أبنائهم.. على اعتبار أن ظاهرة جنوح الأحداث، باعتبارها تمس فئة الشباب، أكثر الظواهر التي تؤدي إلى التأثير السلبي على تطوّر المجتمع، فهم يدخلون عالم الجريمة في سنّ مبكرّ ثم يتحوّلون إلى مجرمين خطيرين غالبا إذا لم يتم التكفل بهم بسرعة ، كما يمكن لنفس الفئة أن تكون ضحية لعدة أشكال من العنف، منها: العنف الجسدي، العنف الجنسي، العنف العاطفي كالسب والترهيب والإذلال والسخرية..، الإهمال على غرار سوء المعاملة والفشل في توفير الرعاية المناسبة.