محاضرة الأستاذ الدكتور بوحنية قوي التي ألقاها أول أمس في إطار ندوة الأكاديمية الجزائرية للتواصل والتنمية والتي نظمتها بالتعاون مع جريدة صوت الأحرار، اتسمت رغم طابعها الأكاديمي الصرف بالبساطة التي حاول الدكتور إضفاءها على موضوع يعد من أكثر المواضيع طرحا في الآونة الأخير لاسيما في الوطن العربي والجزائر بشكل خاص، نظرا وأننا بصدد التحضير لدستور جديد، يفترض أن يساهم فيه المجتمع المدني بشكل مهم. في البداية قدم المحاضر تعريفا للحوكمة المحلية، وهو التعريف الذي طرحه الاتحاد الدولي لإدارة المدن الذي عقد في صوفيا عام 1996 والذي جاء تحت عنوان « الحوكمة المحلية»، حيث اشترط التعريف في الحوكمة المحلية أن تحقق نقل مسؤولية الأنشطة العامة الملائمة إلى المستويات المحلية المختلفة بموجب القانون . كما تمثل لامركزية مالية و موارد كافية للقيام بتلك الأنشطة على المستوى المحلي . وفيها تتحقق المشاركة الحقيقية للمواطن في صنع القرار المحلي. يبدو من خلال الأمثلة التي قدمها المحاضر أن أهم قناة لتحقيق هذه المساهمة هي الجمعيات على اختلافها. وفي هذا الصدد توقف المحاضر عند واقع هذه الجمعيات في الجزائر، والتي يظهر أن عددها الهائل 60 ألف جمعية لا يتوافق مع ما يفترض أن تساهم به وطنيا. وهي المفارقة التي وقفت عندها «صوت الأحرار» من خلال سؤالها «كيف لهذا العدد العائل من الجمعيات «معدل 1800جمعية لكل ولاية جزائرية» ألا تظهر مساهمته في الشأن العام؟». جوايا عن هذا السؤال أوضح المحاضر أن الواقع «الاتكالي» وعدم استيعاب فكرة «التطوعية» لدى هذه الجمعيات يجعلها على هامش الحراك المجتمعي ومن ثمة تكون خارج دائرة القرار بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي هذا الصدد، تحدث المحاضر عن الجمعيات السياسية «الأحزاب»، واعتبر أنها تخلت لأسباب غير مفهومة عن دورها التاريخي في التكوين والتجنيد، مكتفية بالتعبئة التي تزداد وتيرتها مع كل انتخاب أو استحقاق، وهي ظاهرة حسب المحاضر لا يمكن أن تدفع بالمواطن ومن ثمة المجتمع المدني إلى المساهمة في ترقية الحكامة. وقال المدير العام ليومية صوت الأحرار، الأستاذ ندير بولقرون، مثريا هذه النقطة أن انعدام التكوين والتجنيد الحزبي جعلنا نقف عند واقع سياسي شبه بائس اتسم ولسوء الحظ بانمحاء الفوارق بين الأحزاب السياسية، حتى كأنها حزب واحد بمسميات مختلفة، داعيا في هذا الصدد إلى محاولة إيجاد طريقة لبعث العمل الحزبي، لا رغبة في تحصيل أي استحقاق سياسي مهما كان، بل من أجل خلق تقاليد سياسية حزبية تختلف باختلاف الحزب، وإن اتفقت جميعا في سعيها لإثراء الساحة السياسية وتقديم ما هو أفضل للوطن. تناولت المحاضرة العديد من المحاور التي تصلح لتكون ولوحدها مواضيع لمحاضرات أخرى، قد تساهم في تشكيل عقلية مجتمع مدني فعال ومساهم في صناعة القرار، لاسيما ما تعلق بالروابط بين الدولة والمجتمع، وماهية الدستور وطرائق صياغته وكتابته، ومفهوم الدستور التوافقي، وعن العلاقة الجدلية بين الكفاءة والفعالية بالنسبة للمؤسسات. كما قدم الأستاذ الدكتور بوحنية قوي اقتراحات عملية تسمح للجمعيات خاصة بالخروج من حالة الحيادية وعدم التأثير إلى وضع أكثر فعالية مما هي عليه الآن. مبرزا أهمية الالتزام بالشفافية والكفاءة والفعالية لتحقيق أهدف الحوكمة. واعتبر المحاضر المجتمع المدني شريكا فعالا وأداة أساسية لتحقيق مسعى التنمية في ظل التطورات الجارية على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وبعد أن دعا المجتمع المدني إلى تقوية مكانته بتنسيق العمل التشاركي والتطوعي، قدر عدد الجمعيات الموجودة على المستوى الوطني ب 92 ألف جمعية.وتعتزم الأكاديمية الجزائرية للتواصل والتنمية تنظيم لقاء وطني لفائدة نشطاء الحركة الجمعوية في نهاية السنة الجارية بمشاركة خبراء وأكادميين مختصين وممثلين عن مختلف الجمعيات. تأتي هذه الندوة التي نظمتها الأكاديمية الجزائر للتواصل والتنمية وجريدة صوت الأحرار، في إطار البحث عن السبل الكفيلة بدعم مساهمة الجمعيات في ترقية المجتمع وترسيخ ثقافة المواطنة وتعزيز التواصل والتكافل الاجتماعيين»، وشدد على دور المجتمع المدني في «ترقية الحوار والتشاور بين كل الفاعلين في الحياة اليومية وتشجيع مسعى ترقية الانسجام والوحدة الوطنية المحافظة على مكونات ومكتسبات الأمة. وأيضا إبراز أهمية تقريب الإدارة من المواطن ونشر ثقافة التسامح والتعاون وزرع الثقة وترسيخ ثقافة المواطنة. للإشارة فقد كرمت يومية صوت الأحرار، ممثلة في شخص مديرها الأستاذ نذير بولقرون الأستاذ الدكتور بوحنية قوي، نظير جهوده الأكاديمية المعتبرة ومساهمته في تمثيل الجزائر والجامعة الجزائر في أكثر من ملتقى إقليمي ودولي. الأستاذ الدكتور بوحنية قوي في سطور أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة قاصدي مرباح بورقلة وعميد كلية الحقوق والعلوم السياسية حاصل على الدكتوراه بامتياز في العلوم السياسية من جامعة الجزائر بإشراف مشترك مع جامعة باريس الثامنة 2007 وماجستير بامتياز في الإدارة العامة والقانون الإداري من الجامعة الأردنية 2001 ودرس العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بقسم الماجستير للموسم الجامعي 1997 1998 كما حصل على شهادة الليسانس في الصحافة السمعية البصرية بامتياز سنة 1996الأول على مستوى دفعته من معهد علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر شارك في أكثر من 60 مؤتمرا دوليا داخل وخارج الجزائر مثل المغرب-تونس- السعودية- ألمانيافرنسا- السويدتركيا ليبيا- الأردنلبنانالبحرين ونشر أكثر من 40 مقالة محكمة دولية باللغتين العربية والفرنسية و6 مؤلفات وكتب تعني بتحولات الدولة والانتخابات والتحول الديمقراطي وقضايا الإدارة والإعلام. من أهم إصداراته - تنمية الموارد البشرية في ظل العولمة ومجتمع المعلومات دار الراية 2009 الأردن - - - الاتصالات التنظيمية في المنظمات المعاصرة الجزائر 2010 - إدارة مؤسسات التعليم العالي في ظل الاقتصاد المعرفي مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية 2009 - الانتخابات وعملية التحول الديمقراطي في التجربة المعاصرة 2012 - الأعلام والتعليم في ظل ثورة الانترنت ? دار الراية الأردن 2012 - الاسلاموية في اندونيسيا دار المسبار للبحوث والدراسات الإمارات مارس .2013 وله تحت الطبع كتابان بالاشتراك -الانتخابات والجرائم الانتخابية -الديمقراطية التشاركية المفاهيم والآليات تحصل الباحث على جائزة التفوق العلمي 1996 ومنحة من الحكومة الفرنسية لاستكمال انجاز الدكتوراه في جامعة باريس الثامنة وجائزة الجامعة لأحسن منتوج علمي في العلوم الإنسانية منفردا سنة 2008 وجائزة الجامعة للبحث العلمي لفئة الأساتذة المحاضرين سنة 2012 تم تكريمه من طرف عدد من المؤسسة المحلية والوطنية كما تحصل رفقة فريق بحثي يرأسه على منحة المعهد السويدي راؤول ولنبرغ لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني حول مشروع المشاركة السياسية للمرأة المغاربية في العمل البرلماني لسنة 2012 وتم نشر العمل ضمن سلسلة التقارير البحثية المحكمة واختارته مؤسسة نجمة الوطنية للاتصالات وجمعية اقرأ كشخصية علمية وطنية بمناسبة يوم العيد في 16 افريل 2013 مع شخصيات أخرى فاز بالمرتبة الاولى على جائزة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة للشباب العربي المتميز في ميدان الصحافة والاعلام والاتصال السياسي لسنة 2013 والمؤسسة تحت رعاية جامعة الدول العربية وتم تكريمه كشخصية وادي ريغ لسنة 2014 من طرف بلديات تقرت الاربعة يوم 2 جانفي 2014 يرأس الباحث مشروع بحث حول الديمقراطية التشاركية ووحدة بحث حول التطوير البرلماني في الدول المغاربية بجامعة قاصدي مرباح ورقلة كما يرأس تحرير المجلة الدولية المحكمة دفاتر السياسة والقانون وهو عضو هيئات تحكيم وترقية في جامعات وطنية ودولية مثل جامعة البلقاء التطبيقية الأردنية وجامعة الحسين بن طلال الأردنية والأكاديمية العربية المفتوحة بالدانمارك ? وهو عضو في عديد الهيئات الاستشارية العلمية في المجلات الأكاديمية داخل وخارج الجزائر شرف الأستاذ على أكثر من 20 مذكرة ماجستير وماستر في العلوم السياسية وتحولات الدولة تمت مناقشته وشارك في مناقشات العشرات من الأطروحات واالمذكرات في محتلف جامعات القطر ويشرف حاليا على عديد الأطروحات في الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والقانون الدستوري - للباحث مشاركات إعلامية وتلفزيونية في القضايا المستجدة داخليا ودوليا وهو ناشط في العمل الجواري.