استنكر عدد من المثقفين والكتاب على الأفعال الشنعاء التي يقوم بها العدو الصهيوني على قطاع عزّة ، مؤكدين أن الأرض لنا والقدس لنا ، ولن يفلح العدو في تغيير الهوية والشخصية، لأن ما رُسخ بفعل الفكر والزمن ثابت ثبات الأرض والإنسان.ومن هذا المنظار سألتهم » صوت الأحرار« عن موقفهم إزاء ذلك؟.وكيف يفسرون صمت العالم اتجاه الوضع الحالي، فكانت إجاباتهم كالتالي: الكاتب محمدي حامد العربي: الجزائر العالم الغربي منحاز للصهاينة مذ قيام سرطان إسرائيل انقسمت الأمة أشلاء وبذلك الانقسام تشتت جهودها وجهود مفكريها في التدليل والتبرير لهذا النظام أو ذاك كما انقسم المثقفون بين من يزحف على رجليه أمام باب ويدي النظم يتمسح بحثا له عن لقمة وعن ستر عورة بل عن سحت يلجم به لسانه يوم تتنادى الأمة لرأي أو مشورة وبين مثقف مناضل معدم يبحث له إيصال صوته إلى الناس من دون طائل لا على مستوى الأحداث المحلية والوطنية أو على المستوى العربي العالمي وبالتالي خنعت الأمة بخنوع مثقفيها وترهلت لدينا الفكرة وتاهت بنا السبل إلى لا غاية ولا هدف وباعت السُّلط والنٌّظم شعوبها ومقدراتها وأعيت العقوبات والجزر والتضييق ما تبقى لنا من أنفة ومن عزة ورأي ولم يقدم غير مثقفي البلاط واللاهثين وراء قضاء مصالحهم والبحث لهم عن موطئ قدم بين يدي السلطان بحثا عن جاه زائل وعن وهج سرعان ما ينضب فصارت الأمة إلى الحيرة مرة وإلى الذهول والذبول مرات كثيرات فلم يعد لا للأمة رأي ولا لمثقفيها ومفكريها حيث صرنا إلى تمييع كل شيء وقُرِّب المدعون وأحيط التافهون بالرعاية وأعطوا وجاهة لا يستحقونها فظهرت آراء أقل ما يقال عنها أراء تنويمية وتسفيهية لكل ما يعيد للأمة نورها وتماسكها ..أما عن ما يحدث للإخوان في فلسطين وتحديدا في غزة فهو نتاج هذا التيه الذي تعيشه الأمة من جراء البحث مرة عن تثبيت هاته النظم البالية ومرة البحث عن طريق تنقذها من هاته القبضة الحديدية التي تمسكها في ثورة عن كل شيء لكن لم ينجح من كل هذا شيء وهاهم الصهاينة يستأسدون على ضعفاء عزل في غزة والعالم الغربي معروف بانحيازه للصهاينة مذ قيام سرطان إسرائيل في جنب الأمة العربية ، لكن توجد آراء حرة ونزيهة ونية نضال ظاهر لدى المثقف العربي في مشرق الأرض ومغربها لكننا نفتقد لفضاءات إعلامية حرة هي كذلك لتسمعنا وتبلغنا تلكم الآراء الطيبة للمثقف العربي عموما والجزائري خصوصا. الدكتور مصطفى شميعة: المغرب ميسي وفرق كرة القدم أنست الناس همومهم القومية الحديث عن عدوان غزة كالحديث عن حكاية مأساة الإنسان في كل زمان ومكان، العدوان الذي يستمر ويتنسّل بموعد أو بدون موعد، يكاد يكون العلامة الوحيدة التي تشهد على انكسارنا الحضاري. فعلا لقد انضمت علامات أخرى للعلامة الأصل وأصبحنا في العالم مجتمعين على دلالة واحدة هي الموت المجاني الذي نعيش في أيامنا السوداء هته. وهاهنا أسجل أن عدوان غزة هو عدوان دولي سافر لا تقوم به إسرائيل وحدها، بل العالم المسمى متحضرا والذي يساهم بصمته المطبق أيضا في تقتيل أطفالنا، وشيوخنا وشبابنا الفلسطيني بل هناك من الدول المحسوبة على الصف العربي التي لا تتردد في مبايعة أكبر حليف للعدو الإسرائيلي أمريكا- فتتهافت على زيارتها، تزلفا لها وتقربا وطمعا في صدقتها وصداقتها، وكل هذا طبعا على حساب الموت اليومي للشعب الفلسطيني. ما أشاهده أنا ككاتب عربي متخوم بالجراح العربية هو رعب حقيقي مأساة إنسان لا تنتهي على الأرض، مأساة كونية تشترك في حبكتها كل الشعوب العربية التي تتفرج على مسلسل التقتيل الصهيوني لأبنائنا الفلسطينيين فهذا مسلسل دامي لم تنته حلقاته ولن تنتهي بعد، وسيستمر إلى أن ترثه الأجيال المقبلة بحمل مثقل بالعار والذل... وهذا في اعتقادي له مؤشرات عدة من واقعنا العربي الذي للأسف لم يعد يذكر فلسطين كما كان يذكرها في الماضي.. الشعب العربي الآن قطع صلاته بالقضية الفلسطينية ولم يعد يبدي تعاطفا معها كما كان ولست أعرف سببا لذلك بحكم اختلاط الأسباب التي أدت إلى غدر الشعوب العربية لهذه القضية الإنسانية والقومية وتخليهم عنها كلية باستثناء بعض الحناجر الغيورة التي تصدع هنا وهناك، لكنها لا تحرك ساكنا لدى أصحاب القرار ولا يمكن أن تحركه مادام الكل حكومة وشعوبا يستشعرون القضية وكأنها ثقل تاريخي لا يحتمل..وأعجب كل العجب هنا كيف أن حناجرنا تصدع وهتافاتنا تتعالى وتتفاعل أمام شاشات التلفاز لا لما يجرى في الأراضي الفلسطينية الحرة، من قتل وذبح وإنما لما يسطره ميسي وفرق كرة القدم العالمية من بطولات أنست الناس في همومهم القومية.. فيا له من زمن مقلوب رأسا على قدم. الشاعر فادي قباني:لبنان الأرض لنا والقدس لنا وهيهات منا الذلة.. القتلة هم بني صهيون مهما تغيرت وجوههم ولغاتهم وأساليبهم....هذا هو دستورهم الذي خط منذ وجودهم قبل ألفي عام بتكفير كل الأنبياء والرسالات وعملوا على التفريق بين الشعوب وقتل جميع القديسين والأولياء الصالحين والأئمة كي لا يظهر الدين الحق الذي ينادي بالمساواة والمحبة والإنسانية..وها هم يطرحون المشروع الذي اقروه لتكملة سايكس بيكو المشؤوم والذي أعلن تفاصيله كيسنجر بإيعاذ من اللوبي الصهيوني....بصهينة من استعبدوهم من المنافقين العرب والمتأسلمين ليطغوا على كل المقدرات العربية وضرب المسلمين بخاصرتهم واقتلاع المسيحيين من جذورهم ليطغوا في الأرض وتنفيذ حلمهم الموعود....وعزل فلسطين ليقتلوا ويشردوا من تبقى على مرأى الجميع دون تحريك ساكن. تحية إكبار لكل دم ثائر يخط كلمة الحق ولو كره الكارهون لأطفال فلسطين الكلمة الفصل ...أمام من دفنوا رؤوسهم بالتراب ...نعم إنها حجارة من سجيل بأيدي أطفال أبابيبل ولدوا من رحم الأرض المقدسة ووقفوا بأجسادهم العارية المكفنة بعلم فلسطين ....وبصوت يزيزل بني صهيون وأتباعهم ....الأرض لنا والقدس لنا وهيهات منا الذلة.....ولو أننا أصبحنا بخارطة الأشراف قلة ...فالأرض لا تروى إلا بنزف الياسمين ....والنصر آت وليس لنا سوى الله الذي أوجدنا معين...... وتحية إكبار لكل حر أبي يقول كلمته ويمضي. الشاعر إبراهيم الجريفاني: المملكة العربية السعودية المثقف العربي شهد جاهلية جديدة يعيشها العالم العربي تعيش غزة زغاريد عرسٍ بلا رقص .. فهي تزف الشهداء إلى معارج السماء بكرامة وتتقبل العزاء في الضمير الغائب المستتر للأمة العربية ، الأمة التي دعت لاجتماع عاااااجل لوزراء خارجية العرب بعد عشرة أيام صمت فقط دوي القصف . المثقف العربي يا أختاه شهد جاهلية جديدة يعيشها العالم العربي ، فقد تعددت الاتجاهات وأضعنا القِبلة ، وحتى نسمي الأمور بمسمياتها الأمة العربية منذ الثورات العربية اِفتقدت للزعامات المنتمية للإسلامية عقيدة وإعتناقاً فالأولويات إختلفت، لم نشهد رغم الأزمات وقتل المسلم للمسلم زعيم عربيا كان له كلمة الفصل أو ساهم في إيقاف هدر الدم العربي . من جانب أخر غياب المشروع الإسلامي أوجد فراغاً لفئات شوهت الإسلام وباتت بيئة حاضنة لإسلام مشوه وهو يتماهى مع هدف الاستخبارات الغربية التي تمنت لحظة قتال المسلم للمسلم . غياب المثقف أيضا يؤكد أن ما يجري في أمة العربية أفرز أرباب للاثقافة واللا إنتماء وقد عرتْ مواقع التواصل الإجتماعي خواء فكر من كنا نعتقد أنهم موسومون بالثقافة، فكتاباتهم وبأقلام أدانتهم وأكدت أن كثير منهم بلاهوية أو إنتماء لقد دعوت لإقامة صلاة الغائب على الضمائر العربية وأمتنا التي كانت خير أمة أُخرجت للناس. الروائي لحبيب السايح: الجزائر يكفي أن يقف الكُتاب العرب ساعة واحدة لكي يقف العدوان على الشعب الفلسطيني... يكفي كثيراً من المثقفين والكتاب العرب أن يوقفوا ساعة واحدة تقرُّبَهم، بكتاباتهم أيضا، من الدوائر الصهيونية طمعا في انتشار أو جائزة أو مجد وأن يمسكوا أيديهم، في مناسبة واحدة، عن تلقّي ما يشترى به صمتهم عن الظلم. والقهر والعدوان، وأن يرغموا أنفسهم لحظة واحدة على نزع أقنعة نفاقاتهم. !. الدكتورة سعاد كعب: المغرب إذا كان »للحديد« سلطته في القهر فإن »للقلم« سلطته في الرد كذلك سؤال وجيه في ظرفية تعرف تصعيدا بقطاع غزة، تصعيدا عسكريا بأسلحة متطورة على شعب أعزل بشيوخه وأطفاله ونسائه في شهر له حرمته عند هذه الأمة. إنها أكثر من رسالة إلى جانب أنها تعني التقتيل تعني الإهانة والمذلة لكل الشعوب الإسلامية. وإذا كان »للحديد« سلطته في القهر، فإن »للقلم« سلطته في الرد كذلك، من خلال فضح الخلفيات والإيديولوجيات الفاسدة والشجعة التي غايتها الهيمنة على خيرات الشعوب وعلى العالم تحت أقنعة وأغطية مختلفة. بل سلطة القلم في التنوير والتوعية أكبر. ويبقى السؤال طبعا مطروحا، لماذا صمت المثقف، المثقف بشكل عام والمثقف العربي بشكل خاص؟ ولماذا صمت العالم برمته في عصر التكنولوجيا الدقيقة وغزو الفضاء وحرية الرأي وحقوق الإنسان، وكل ما يتبجح به الإنسان من تحضر إن كان هذا مقياس التحضر والتطور؟ وإذا قبلنا جزافا موقف الآخر وصمته لأسباب غير خفية على أحد، فكيف نفسر صمت المثقف العربي حيال قضية لم تعد تخص شعبا بل ضربا للإنسانية في عمقها ؟ ربما سنكون مداهنين إذا قلنا أن صمت المثقف ويقف عند هذه القضية وإن كانت لخطورتها تقتضي تجنيد القلم والفكر. إنه صمت أصبح تقليدا وعرفا. ولنسميه صمتا حتى لا نقول انسحابا من بؤرة القضايا الحقيقة، وتموقعا في منطقة »اللاموقف«. فهل هذا يعنى أن الفكر والثقافة في أوطاننا تآكلت بنياتها ولم تعد قادرة على احتواء المواقف ورصدها ولو على مستوى إيصالها للعالم؟ أم أن المثقف »بمواقفه« لا يستشعر المكانة التي يجب أن يشغلها داخل مجتمع فأصيب بالفتور والإحباط؟ لعل أسئلتي وإن لم تكن تبوح بالجواب، فإنها تعني أن الإشكال له أكثر من واجهة وأن معالجته تقتضي مواقع مختلفة. الكاتب رابح بلطرش:الجزائر إسرائيل دوما تختار الوقت الغادر لتنفذ ضرباتها المثقف العربي لم يكن مستشار من قبل الذين بأيديهم القرار فهو مشتت بين مثقف مداري وينافق السلطة وبين مثقف أن حاول أن يرسم ويحلم بمشروع النهوض تقابله وتكبله آلة نظامية تطالبه بالصمت وتغالبه بإغراءات المناصب لذا كان دوره سلبيا على مر الحقب خاصة تغيبه وتحييده عن كل بارقة أمل يحاول جاهدا أن يضع بصمتها عليها - ودوما كان الصراع على مر السنوات هو صراع حضاري بيننا وبين العدو الإسرائيلي وعقائدي، ولم يكن سياسيا ومظهره العسكري هو من نتاج التحصيلات التي تريدها إسرائيل وغرس فكرة الجيش الذي لا يقهر ، لكن المقاومة الفلسطينية بقيادة أطفال غزة علمتنا أن الجيوش ليس بإمكانها أن تخرس صوتا ينشد الرأية ويطالب بالحياة . إن تغييب المثقف من قبل الأنظمة وتغييب المشروع الحضاري للأمة هو خطأ استراتيجي ندفع ثمنه الآن، فإن كان لكل فعل رد فعل مساو له في الحركة مضاد له في الاتجاه. إسرائيل تستثمر الصمت العالمي الذي شرع له الصمت العربي واعطاه المصداقية فلا احتجاجات ولا مظاهرات وإسرائيل دوما تختار الوقت الغادر الذي يساعدها في تنفي ضرباتها فهي الآن بتوقيت جيد حيث العالم مشغول بكأس العالم ، والعرب مشغولون بأوضاعهم الداخلية من ارهاب وانقلابات، انفلات أمني غير مسبوق وهي بهذا تضمن الغطاء الطبيعي لقتل الأبرياء بأعصاب هادئة لكن الجريمة هي الجريمة بأي زمان وبأي مكان. الدكتورة فريدة المصري: ليبيا لن تفلح إسرائيل في تغيير الهوية والشخصية ما يحدث في غزة هو قبل كل شيء جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هذه الجريمة هي حلقة في سلسلة الجرائم ضد الإنسانية والتي ما انفكت إسرائيل تقترفها في حق شعب يطالب بحق الحياة في أرضه، ومن المعروف تاريخيا، وليس خافيا على أحد أن إسرائيل تتبع سياسة الأمر الواقع، لكن الشعب الفلسطيني البطل فيما أعتقد هو أكثر واقعية ، فتجربة المقاومة أكسبته خبرة في معاندة القدر، ذلك لأن إيمانه بقضيته أكبر من كل توقعات السياسة الإسرائيلية التي تتبنى فرض واقع موهوم، ومما لا شك فيه أن الرهان على هذه السياسة لن يجدي نفعا مع صاحب حق، وأن إسرائيل ما كانت لتقوم لولا تخاذل العرب، وتصدعهم الذي صار يزداد يوما بعد يوم. لم تستطع إسرائيل بقوتها وعدتها وعتادها أن تُلغي تاريخا وجغرافيا عملت على تغييرها سنوات طوال فتدخلت في المناهج الدراسية ، لا سيما في مادتي التاريخ والجغرافيا ، والآن تحاول بكل قوة تغيير الهوية والشخصية ، ولن تفلح لأن ما رُسخ بفعل الفكر والزمن ثابت ثبات الأرض والإنسان.