شهدت وهران، منذ الأسبوع الماضي أكبر حريق، نشب على المساحات الغابية بدائرة أرزيو، خلف إتلاف 2080 هكتارا وحالة رعب واسعة لدى سكان المنطقة، إضافة إلى حالات اختناق وارتفاع قياسي في درجة الحرارة. الحريق نشب ليلة الخميس على مستوى المنطقة الغابية الفاصلة بين بلدية سيدي بن يبقى وأرزيو شرق ولاية وهران، في ظروف غامضة ولا يزال متواصلا، وقد تدخلت، مصالح حماية الغابات ومصالح الحماية المدنية لإطفاء ألسنة لهيب هذا الحريق المهوّل الذي يعّد الأكبر من نوعه منذ سنوات والذي شبّ على مستوى أدغال وحشائش بالمكان المسمى الجبل الرمادي بغابة سيدي بن يبقى بآرزيو، حيث دامت عملية الإطفاء مدّة ثلاثة أيّام على التوالي، ليلا ونهارا، نتيجة هبوب الرّياح وعامل ارتفاع درجة الحرارة وكذا انخفاض في الرطوبة مما أدى إلى إعادة اشتعال الحريق وتوسعه على مستوى الحشائش اليابسة وأشجار الغابات، واندلع هذا الأخير بعدّة نقاط موزّعة بمناطق جبلية وعرة من الصعب الوصول إليها عن طريق الشاحنات. وكانت مصالح الحماية المدنية قد خصصت أزيد من 130 عونا وإمكانيات مادية معتبرة، للسيطرة على ألسنة النيران التي كانت تنتشر بسرعة رهيبة. وحسب ذات المصالح فقد كادت النيران تصل للمساكن المجاورة ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أيّ خسائر بشرية تذكر، وتمّ انقاذ المناطق السّكنية برأس كاربون وباقي المساحات الغابية، بالإضافة إلى ثكنتين عسكريتين وغيرها من المنشآت، ممّا استدعي وضع جهاز أمني لإبعاد أيّ خطر. يشار إلى أنّ الحريق لا يزال متواصلا، وقد تسبّب في ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، على مستوى وهران والولايات المجاورة لها مثل مستغانم، كما لاحظ السكّان تجمّع سحابة سوداء من الدخان فوق سماء أرزيو، أثارت الرعب في أنفسهم، زيادة على تسجيل حالات اختناق ومضاعفات صحيّة خصوصا لدى المصابين بأمراض الربو والأمراض الصدرية، ومن جانبها مصالح الدرك الوطني بفتح تحقيقاتها لكشف الأسباب الحقيقية للحريق التي تبقى مجهولة، إذ يستبعد أن يكون الحريق بسبب الحرارة لأنّه نشب ليلا في حدود الساعة الحادية عشر، إذ من المتوقّع أن يكون بفعل فاعل وذلك ما ستسفر عنه التحقيقات.