اعتبر وزراء صحراويون انتهاك حرمة قنصلية الجزائر بالدار البيضاء المغربية محاولة يائسة من المخزن لصرف الأنظار عن القضية الصحراوية، علاوة على أنه خرق لكل الأعراف الدولية. فقد أكدت وزيرة التعليم والتربية بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، السيدة مريم السالك حمادة، أمس، بالجزائر، أن جريمة الاعتداء على القنصلية خرق من المغرب للقانون الدولي تضاف إلى الجرائم الإنسانية التي يقترفها ضد الشعب الصحراوي في ظل الصمت الدولي. وأبرزت عضو الحكومة الصحراوية أن "الاعتداء على مصالح الجزائر بالمغرب وتدنيس الراية الجزائرية يعبر أيضا عن كره دفين يكنه المغرب لثورة المليون ونصف المليون شهيد" وهي الثورة التي "لم تكن سببا في عودة السيادة الجزائرية فقط بل ثورة حررت شعوب المغرب العربي من وطأة الاستعمار بما فيها الشعب المغربي" كما أضافت. من جهة أخرى، قالت الوزيرة الصحراوية أن "المغرب باعتدائه الجبان على مصالح الدولة الجزائرية وتدنيس علمها الوطني لم يفلح في تحويل أنظار المجتمع الدولي عن مساعي حل القضية الصحراوية بالطرق السلمية العادلة الممثلة في إقرار حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه"، مسجلة كذلك أنه من بين أهداف حملة المغرب ضد الجزائر "إدارة الأنظار عن عدالة القضية الصحراوية".
محمد الوالي عكيك: المغرب تعود معاداة الجزائر مع كل نجاح للقضية من جهته، أكد الوزير الصحراوي للمناطق المحتلة والجاليات، محمد الوالي عكيك، أن المغرب "اعتاد إصدار مواقف وتصرفات معادية للجزائر شعبا ودولة، كلما تسجل القضية الصحراوية انتصارا وتقدما نحو حل عادل للقضية وفق قرارات الشرعية الدولية". وأوضح السيد محمد الوالي عكيك أن "مواقف الجزائر بقمة أبوحا حول القضية الصحراوية ليست بالمواقف الجديدة بل ثابتة وعادلة منذ بروز الملف الصحراوي كملف تصفية استعمار". وأشار السيد عكيك إلى "أن المغرب أراد بعمله الجبان أن يظهر للرأي العام الدولي أن الجزائر طرف في الصراع لكن الحقيقة هي العكس، فالجزائر عضو ملاحظ بالمنطقة وأطراف الصراع هما المغرب والصحراء الغربية باعتراف هيئات دولية كمجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية والاتحاد الأوربي والدول الكبرى. وأفاد الوزير الصحراوي للمناطق المحتلة والجاليات أن الحملة التي يشنها المغرب ضد الجزائر هدفها "تدوير الأنظار الدولية عن حقيقة الوضع الداخلي الذي يعانيه من فقر وارتفاع البطالة وتدني المستوى المعيشي جراء الأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها". ويهدف من وراء هذه الحملة أيضا كما قال السيد عكيك إلى "إخفاء انتهاكات حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة ".
محمد سيداتي: تصرفات المغرب تجاه الجزائر حالة عصبية غير متحكم فيها أما الوزير المنتدب الصحراوي لأوروبا، محمد سيداتي، فأكد أن تصرفات المغرب تجاه الجزائر تعبير عن "حالة عصبية غير متحكم فيها من أجل اختلاق تضليل" حول قضية "جوهرية" وهي تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية. وردا على الحملة الإعلامية التي يشنها المغرب ضد الجزائر، أكد السيد سيداتي أن "تصرفات المغرب تعبير عن حالة عصبية غير متحكم فيها من أجل اختلاق تضليل وإخفاء قضية أساسية تتمثل في ضرورة تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية". في هذا الصدد أضاف المتحدث أن المغرب ينتهج سياسة دبلوماسية "بالية ورثة" من خلال رغبته في إقحام الجزائر في نزاع الصحراء الغربية مهما كان الثمن، مشيرا إلى أن "هذا النزاع لا يخص سوى طرفين وهما جبهة البوليزاريو بصفتها الممثل الشرعي للصحراويين والمغرب". كما أوضح السيد سيداتي أن "الجزائر بلد ملاحظ في النزاع وأن الرغبة في إقحامها مهما كان الثمن يعني محاولة تضليل وصرف أنظار المجتمع الدولي عن السياسة القمعية والاضطهادية التي ينتهجها المغرب تجاه الشعب الصحراوي". من جهة أخرى، أكد الوزير المنتدب الصحراوي لأوروبا أن الموقف المغربي "تكتيك فاشل تم تداوله في مرات عديدة" من أجل تحميل الجزائر فشله الدبلوماسي وعزلته عن الساحة الدولية في إطار سياسته الاستعمارية للصحراء الغربية". واسترسل يقول إن "المغرب أحدث فوضى كبيرة وغموضا حول القضية الصحراوية غير أن الوضع واضح وجلي وشفاف".